اعمل بذكاء وليس بجهد : تعلم كيف تنجز مهامك بسلاسة

" اعمل بذكاء أكثر ، وليس بجهد أكبر "
بناءً على هذه المقولة فإنني أؤمن أن هذا هو أساس النجاح في الكثير من المشاريع الناجحة وأقصد هنا معظم المشاريع ويندرج تحتها مشروع طالب متفوق أو موظف ناجح ، فالكثير يعتقد أن بذل مجهود كبير هو السبيل المثالي لتحقيق نجاحٍ أو هدفٍ تسعى إليه وتريده ولنا في الطلاب المثال فتجد الطالب يكد طوال العام في المذاكرة لساعات كثيرة مُهملًا جانبه النفسي مُحطمًا لمواهبه البعيدة عن مجال الدراسة ظنًا منه أنه كلما بذلت مجهودًا أكبر كلما حصلت على درجاتٍ أعلى ، وبما أننا نعيش اليوم وسط أولوياتٍ ومهامٍ كثيرة لا تنقضي ؛ فلهذا علينا اختصار الوقت لفعل وإنجاز مهام أكثر لنجد وقتًا نستمتع فيه بمهامنا وننمي فيه مواهبنا ، وحقيقةً فإني أجد أغلب الطلاب والعاملين في المجتمع يقعون في خطأٍ كبير وهو تقويض دور الذكاء في تحقيق الأهداف ولا أقصد بالذكاء هنا القدرات الخارقة في الحفظ أو الموهبة في حل مسائل الرياضيات بل أقصد ميزة العمل بذكاء ، حيث يُمكنك اختصار الكثير من الوقت والعمل بإنتاجية أفضل عن طريق خطوات ونصائح بسيطة عليك اتباعها لتحقيق ذلك ؛ لذا صديقي في هذا المقال سأشرع في ذكر بعض النصائح التي تساعدك أن تعمل بذكاء أكثر .

لا تشتت نفسك

التشتت يُذهِب الإبداع ، يجعلك تشعر وكأن عقلك يدور في مدار لا ينتهي ! فالتشتت لا يُمكنك من إنهاء مهامك بطريق أفضل حيث يجعل المهمة التي تعمل عليها تأخذ وقتًا أكبر من وقتها ، وبالتالي بعد أن تنهيها ستجد نفسك منهكًا غير قادرٍ على فعل أي عمل آخر وبالتالي ستخرج من يومك دون أي فائدة ، لمعالجة التشتت ... فعليك أن تسير على بعض الخطوات كأن لا تقوم بفعل شيئين في نفس الوقت فلا تكتب مقال وفي نفس الوقت تتصفح البريد الإلكتروني ، كذلك فمواقع التواصل الاجتماعي غالبًا ما تُذهب التركيز عند تصفحها أثناء العمل ، فعند البدء في أي مهمة ابتعد عن كافة الملهيات سواءً هاتفك أو بريدك الإلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي أو التلفاز أو الحديث مع صديقك حول أشياء غير هامة ، كذلك لا تبعد عينك ونظرك عن قائمة مهامك حتى لا تنهمك في فعل شيء غير مهم ولا يقدم أية إضافة لك .

ركز على الأشياء الكبيرة

التركيز على الأشياء الكبيرة هو أمر مهم ، وأفضل طريقة لمعرفة الأشياء الكبيرة بالنسبة لك صديقي هي تتبع وقتك لبضعة أيامك وإلقاء نظرة صادقة على ما يضيف وما لا يضيف أي قيمة لحياتك ، إن كنت لا تفهم ما أقصده بتتبع وقتك فأقصد هنا أن تأتي بورقة وقلم وتقسمها لثلاثة أقسام وهم ( بداية الوقت – نهاية الوقت – ماذا أفعل في هذا الوقت ) عليك أن تضيف كافة ما فعلته في يومك في هذه الورقة ، وهذا يا صديقي له تأثير إيجابي عليك فستعلم في نهاية اليوم الأشياء الكبيرة التي تضيف قيمة لحياتك وستكتشف وقتًا كبيرًا مهدرًا أثناء يومك ، كذلك صديقي عندما يكون لديك أجزاء من الوقت املأها لكن ليس بالأشياء المهمة ... هل تشاهد البرامج التلفزيونية ليلًا ولا تهتم بها ؟! لما لا تخلد إلى الفراش مبكرًا لتستيقظ مبكرًا حتى تقوم بتحويل ساعات المساء غير المنتجة إلى ساعات صباح مثمرة ! وتذكر لا تعطي مهمة أكبر من حجمها .

اصنع قائمة مهام احترافية !

تعتبر من أكثر الخطوات والنصائح لزيادة إنتاجية يومك هي قيامك بكتابة قائمة تتضمن كافة المهام التي تود إنجازها اليوم ، لصنع قائمة مهام احترافية فهذا يعتمد على أولوية أعمالك ، فالأعمال ذات أولوية يجب أن تأتي مقدمًا كذلك يجب أن تكون قائمة مهام مرنة بإمكانك التعديل عليها حسب أولوياتك ، فكل أسبوع وكل شهر يجب أن يتضمن خطة وتلك الخطة يندرج منها المهام التي يجب إنجازها في يومنا ، يجب عند صنع قائمة مهامك أن تتضمن تلك الأشياء ( الأولوية : هل يجب إنهاءها اليوم أم يمكن تأجيلها ، وصف المهمة : المطلوب منك فعله فيها بالضبط ، التوقيت الذي يجب أن تنتهي فيه المهمة ، هذه المهمة ستكون ضمن مهام أي نوع من مهامي ... هل ستكون من أجل التعلم أم من أجل الأسرة أم من أجل العمل ، كذلك تقدير وقت معين لإنهائها ، إضافةً للوقت الذي ستبدأ فيه ) ، بالنسبة لتقدير الوقت التي تنتهي فيه مهامك فهذا يعتمد على خبرتك وتفاصيل المهام ، كذلك لا تنسى أن تأخذ فترات راحة بين كل مهمة ومهمة حتى لا تشعر بالملل وفقدان الرغبة على مواصلة العمل .
اقرأ أيضًا : لماذا نقرأ ؟ | القراءة ودورها في تطوير الذات
قائمة المهام اليومية المثالية
قائمة المهام اليومية المثالية

فترات الراحة مهمة جدًا

هل قرأت كتاب " العادات السبع للناس الأكثر فاعلية " ... إن كان كذلك فإن الكاتب ستيفن كوفين ضرب مثالًا رائعًا وهو مرتبط بالحطَّاب الذي يستخدم المنشار من أجل أن يقص الأشجار ، جودة عمل الحطاب مرتبطة بحدة المنشار الذي يستخدمه ، إن استخدمه لفترات طويلة دون أي راحة أو إعادة تأهيل فإن المنشار سيصدأ وبالتالي سيتوقف عن العمل ، نفس الشيء ينطبق على عقولنا صديقي ، فإن انهماكنا لفترات طويلة في العمل دون أية راحة هذا سيقلل من إنتاجيتنا ؛ لهذا من الأفضل أن تأخذ راحات بين كل مهمة ومن الأفضل أن تعمل بتقنية البومودورو التي شرحناها في مقالات عديدة من قبل ، فعقل الإنسان يكون في غاية التركيز والنشاط في أول 25 دقيقة من العمل ، تعتمد هذه التقنية أن تعمل لمدة 25 دقيقة ثم تأخذ راحة لمدة 5 دقيقة ثم تعاود 25 دقيقة أخرى حتى تنهي 4 من البومودورو ثم تأخذ راحة لمدة 15 دقيقة ، هذه التقنية فعالة جدًا ولن تفقد تركيزك إطلاقًا ... من التقنيات التي أعتمد عليها شخصيًا حتى أعمل بذكاء لكي أكون في كامل تركيزي ، كذلك تخصيص ساعات يومية أو في نهاية أسبوعك لممارسة هواياتك أو الجلوس في جلسات سمر مع أصدقائك سيكون لها دور فعال لأجل إعادة شحن طاقتك وقدراتك الفكرية والجسدية .

اصنع عادات محفزة للعمل

يجب أن نمرنا عقولنا وأنفسنا على عادات تحفزنا للعمل بحيث إذا قمنا بهذه الأشياء فهذا وقت العمل كغلق هاتفك المحمول مع تجهيز كوب من مشروب ساخن حبذا لو كانت قهوة يمنية ممتعة بجانب ورقة وقلم لتجلس على مكتبك الذي جهزته مسبقًا للعمل في مكانٍ هادئٍ تمامًا ... هذه العادات من أجل صنع يومًا ذكيًا وليس متعبًا ، نفس الشيء ينطبق على بعض العادات التي تخبرك أنه عليك التوقف عن العمل كعند إنهاء عدد معين البومودورو يكون نهاية وقت العمل الخاص به ، كذلك تخصيص مكافأة لنفسك بعد الانتهاء من مهام معينة ... صدقني ستجد متعة كبيرة عند حصولك على المكافأة خصوصًا لو كانت لعب ألعاب الفيديو فلن تشعر بأي تأنيب لضميرك لأنك قد أنهيت كافة المهام التي وراءك !
في نهاية المقال قد طرحت لك العديد من النصائح للعمل بذكاء والتي أتبعها شخصيًا يوميًا من أجل تحقيق أهدافي وإنجاز مهامي ، أريدك أن تخبرني في التعليقات عن استراتيجية تتبعها لإنهاء مهامك كذلك لا تنس مشاركة المقال مع أصدقائك المهتمين بمثل هذه المواضيع القيِّمة .

هناك تعليقان (2)

  1. مقال رائع حقاً !
    لكن عندي ملاحظة على الفقرة الأولى، أظن أن التشتت هو مصدر الإبداع ففي وضع التشتت تغوص و تصل إلى خلايا عصبية لا يمكننا الوصول إليها في الوضع التركيز حتى و العقل يختار المعلومات بعشوائية لذلك تزيد نسبة الوصول إلى أفكار إبداعية أكثر و نرى ذلك في الطريقة الغريبة التي كان يستخدمها الفنان سلفادور دالي و كان يخرج بها أفكار إبداعية.
    إستمتعت بقراءة مقالك :)

    ردحذف
    الردود
    1. شكرًا لك صديقي ، لكن في الحقيقة التشتت الذي تتحدث عنه ليس هو المذكور في المقال ، العقل يكون في وضع التشتت عندما لا نستطيع أن نتحكم في أفكارنا كوقت قبل النوم وحالات الاسترخاء ، لكن ما أقصده في المقال هو التشتت بفعل أكثر من شيء في نفس الوقت حينها ستبذل مجهود ذهني كبير ولن تستطيع إخراج إبداعك في العمل :)

      حذف