كيف تتخلص من الملل الذي يلاحقك أثناء أخذ الكورسات عبر الإنترنت ؟

ما زال التعلم الذاتي عبر الإنترنت يواجه العديد من المشكلات ، وأغلب هذه المشكلات تعتمد على التلميذ فهو العنصر القادر على إنجاح أي منظومةٍ تعليمية بالأخص على الإنترنت لأنه يلعب دور المعلم والتلميذ في نفس الوقت ، ومع غياب دور المعلم ومبدأ ( العصا لمن عصا ) حيث كذلك الحال في طرق التعليم التقليدية في وطننا العربية كما ذكرت لك في مقال سابق والذي كان له التأثير الإيجابي في بعض الأحيان ، فهو يُلزم المتعلم بأن يستمع إلى شرح معلمه وأن يقوم بأداء الواجبات والمهام الموكلة إليه ، وكما تعلم صديقي فإن مشاهدة الكورسات والدورات التعليمية عبر الإنترنت ليس فيها أي إجبار على صاحبه فهو من يختار المشاهدة والتعلم وفي أي لحظةٍ من اللحظات قد يصاب يالملل وفقدان الرغبة على استكمال الدورة ، وقد لاحظت أني في كل مرة أتحدث فيها مع أحد عن التعلم الذاتي أجد أنه يعاني من بعبع فقدان الرغبة والملل الذي يؤدي إلى عدم قدرته على استكمال الدورة .
وما أدراك حقًا عن عواقب الملل لا أقصد بذلك الملل المؤقت الذي ينتهي بالترفيه عن أنفسنا لسويعات بل أقصد الملل الذي قد يصاحبك يا صديقي المتعلم عند البدء في أي دورةٍ تعليمية ولن تستطيع التخلص منه ، وفي الحقيقة هذه المشكلة واقعية جدًا وتحدث مع الكثير من الأشخاص لأسباب عدة ولها أيضًا طرق العلاج ؛ لذلك صديقي في هذا المقال قررت أن أداعب لوحة مفاتيح حاسوبي لأكتب لك عدة نصائح عملية للتخلص من الملل وفقدان الرغبة في التعلم عبر الإنترنت ، لهذا كفانا مقدمات ولنبدأ في عرض الزيتونة من وراء هذا الموضوع .
نصائح للتخلص من الملل أثناء التعلم عبر الإنترنت
نصائح للتخلص من الملل أثناء أخذ الكورسات 

حدد وقتًا أساسيًا لمشاهدة الدورة

النفس تميل إلى الترفيه عن التعلم ، هذا هو الطبيعي بالنسبة لأي شخص ، ونحن على الإنترنت لدينا طرق الترفيه أكثر بكثير من الحياة الواقعية ، فإذا وضعنا خيارين أمامك وهما مشاهدة الدورة التعليمية أم تصفح الانستجرام ... ماذا ستختار ؟! ، سيميل معظمنا إلى الخيار الثاني لأنه سيشعرنا بسعادة ومتعة لحظية ودعنا  لا نقيس على ذلك الانستجرام فقط فقد يكون الفيسبوك أو اليوتيوب أو مشاهدة الأفلام والمسلسلات أو الدردشة مع الأصدقاء كل تلك النشاطات المريحة التي لا تحتاج إلى بذل أي مجهود ، في المقابل سنجد أن الكورس يتطلب منا بعض المجهود للتركيز والتدوين وقد نصاب فيه أحيانًا بالملل ، إذن كيف نعالج ذلك ؟!
الحل هنا أن تتعامل مع الدورة التعليمية كأنك جالس في فصل تعليمي ، بحيث أن تحدد بعض السويعات في يومك تكون مخصصة فقط لمشاهدة الدورة التعليمية ودراستها ، هذه السويعات افصل نفسك فيها عن تصفح أي شيء ، فلا تفتح صفحة الكورس وفي النافذة المجاورة الفيسبوك ، بالتأكيد ستشعر بالملل وسترغب نفسك بإغلاق صفحة الكورس اللعينة لفتح الصفحة المريحة .

لماذا اخترت هذه الدورة من الأساس ؟!

كنت أعاني حقًا من تلك المشكلة ، كنت أجد أن هناك إحدى الكورسات المدفوعة ب 200 دولار على موقع يوديمي كمثال متوفرة بشكل مجاني حينها أقوم بإضافتها لخزينة حسابي ... استمررت بفعل ذلك حتى وجدت أنه أصبح لدي في حسابي أكثر من 350 دورة تعليمية ، وأنا في الواقع لا أملك أي دافع أو شغف لتعلم كل هذا ، هذا ينطبق على الكثير منا بحيث أننا لا نملك الدافع من البدء في دورة تعليمية معينة وبالتالي نفتقد للشغف الذي سيدفعنا إلى الاستمرار في المشاهدة والتعلم ، لهذا ركز دائمًا قبل الانضمام لأي دورة معرفة هل تملك حقًا الشغف لها وما هي أهدافك ودوافعك من الانضمام إليها .
المشكلة لا تقتصر على ذلك فقط ، بل إننا أحيانًا لا نجيد الاختيار فننضم إلى إحدى الدورات على اليوتيوب كمثال فتجد أن جودة التصوير والفيديو غير واضحة ليس بها أي جماليات ناهيك عن تقلبات الصوت والضوضاء الموجودة وطريقة الشرح المستفزة التي تجعلك وكأنك تود أن تقوم بخنق مقدم الدورة من عنقه ، هل ترى حقًا أنك ستستطيع إكمال تلك الدورة ؟! ... في الحقيقة بعد أول ثلاثة فيديوهات ستصاب بملل شديد ؛ لذلك احرص على اختيار دورة جيدة من ناحية التصوير والمونتاج والصوت وطريقة الشرح الرائعة التي تحببك في الموضوع ( الكورسات المدفوعة تتميز بذلك على الأغلب ) ، واعلم أن أول خمسة فيديوهات من كل دورة هي من ستخبرك ما إذا كنت قادرًا على إكمالها أم لا .

أي نوعٍ من المتعلمين أنت ؟!

كما تختلف شخصياتنا فإن طريقة التعلم تختلف من شخص لآخر والقدرة الاستعابية لدينا مختلفة ، فمنا الأشخاص المحبين للتعلم والمذاكرة وحدهم والأخرين المحبين للدراسة في مجموعة ، كذلك منا من يحب الدراسة في فترات الصباح ، وآخرون يحبون الدراسة في فترات المساء حيث يكون عقلهم في أوج عطائهم ، والنقطة الأهم أن الجميع ليس محبًا لمشاهدة الفيديوهات والاعتماد على المحتوى المرئي وفي الغالب يعتقد بعض الأشخاص أن مشاهدة الفيديوهات هي الطريقة الوحيدة للتعلم وفي الحقيقة ليس الأمر كذلك ، فمنا الأشخاص القارئين حيث تثبت المعلومات في أذهانهم فور قرائتها وآخرون هم سماعيون حيث يحبون التلقي وآخرون من يعتمدوا على مشاهدة المحتوى المرئي ، وبذلك فعلى كل منا أن يحدد طبيعته التعليمية ولا يسير على خطى أحدهم حتى لا يصاب بالملل أثناء تلقي الكورسات .

التشتت يجلب الملل

من أكثر الأخطاء التي نقع فيها أثناء دراسة الكورسات عبر الإنترنت والتي تسبب لنا الملل هي مشكلة الانضمام لأكثر من دورة تعليمية في نفس الوقت ، فبما أننا نتحدث في هذا الموضوع عن مشكلة عدم القدرة على إكمال الدورات ، فلما حقًا ننضم في أكثر من دورة في نفس الوقت ... نحن لسنا في سباق لإنهاء أكبر قدر من الدورات بل هدفنا هو تحقيق أكبر قدر استفادة من المحتوى المقدم في الدورة ؛ لذلك فأنصحك بعدما تحدد مجال الكورس التي تود الانضمام إليه أن تبحث عن أكثر من دورة ثم تشاهد الفيديو الأول من كل منها أو الانطباعات الخاصة بالآخرين عنها ، ثم تحدد دورة واحدة فقط لإنهائها حتى تحافظ على تركيزك أثناء تلقي الدروس ، ولا مشكلة أن تعزز معلوماتك بدورة أخرى بعد الانتهاء من الدورة الأولي .

قسّم المحتوى لأجزاء صغيرة

على المستوى الشخصي أستعمل تلك الاستراتيجية دائمًا في التعلم حتى لا أصاب بالملل ، أقوم بتقسيم محتوى الدورة على أجزاء صغيرة فلنفترض أن لديك دورة مكونة من 40 مقطع فيديو ( كل فيديو منهم حوالي 10 دقائق ) وأستعمل طريقة البومودور أثناء التعلم بحيث أشاهد الدورة لمدة 25 دقيقة ثم آخذ راحة لمدة 5 دقائق وهكذا أفعل حتى أنتهي من عدد معين من الفيديوهات بتركيز ، وأستمر بمتابعة الدورة بشكل دوري على مدار الأسبوع حتى أنتهي منها دون الشعور بأي ملل ، تذكر دائمًا صديقي أن هدفك من الدورة هو تحصيل الفائدة العلمية منها وليس قدرتك على الصمود لأطول وقت أثناء المشاهدة ... نحن لسنا في سباق !

الملل يأتي من قلة التفاعل

أنت لا تتفاعل مع محتوى الدورة التعليمية تستمر فقط بالمشاهدة دون إجراء أي تفاعل ... بالتأكيد يجب أن يتملكك الملل ، عليك بالتفاعل مع محتوى الدورة بتدوين ما تتعلمه وأهم الملاحظات التي أخذتها من مقدم الدورة في ورقة وقلم ولا مانع من تزيينها بألوان الأقلام الرائعة والأشكال التي تحببك في الكتابة ، أيضًا قم بالتفاعل داخل الدورة نفسها بإجراء نقاشات مع مقدم الدورة إن كان مدفوعة وتعطي انطباعاتك عنها ، كذلك سيكون رائعًا لو شاركت أو ناقشت المحتوى التي تعلمته مع أحد المقربين إليك ، فنحن حقًا نجد المتعة في شرح ما تعلمناه للأخرين والتعبير عنه بكل أريحية ، لا تكن جامدًا وباردًا وحاول أن تتفاعل مع التعلم حتى تصبح عملية التعلم ممتعة .
الدراسة والتعلم في مجموعة ... من الأشياء الرائعة التي تساعدك على التفاعل والنقاش مع المتعلمين في الدورة ، كذلك وجود عامل التشجيع الذي يشجعك عند فقدان الرغبة والشعور بالملل ، أحبذ تلك الطريقة كثيرًا لكن للأسف غير شائعة بيننا ، حيث يفضل الكثير الدراسة والعمل بمفردهم ... لكن إن أتيحت لك الفرصة للدراسة والتعلم في مجموعة فلا تقم بتفويتها !
بإيجاز ... بعد تجميع تلك النصائح التي طرحناها في مقالنا هذا يمكنك تجميع استراتيجية رائعة في التعلم ، بحيث أن تحدد في البداية ساعات محددة تقضيها في التعلم ... منها تحدد أهدافك دوافعك من الدورة ولماذا تود إتمامها ثم تختار الدورة على أساس طبيعتك التعليمية وهل تتناسب مع أهدافك أم لا ، كذلك لا تشتت نفسك وتنضم لأكثر من دورة ، عليك بتقسيم المحتوى لأجزاء صغيرة حتى لا تشعر بالملل ، التفاعل مع المحتوى المقدم في الدورة مهم جدًا أيضًا ... لا تفوت فرصة للدراسة الجماعية ، واسأل مجرب ولا تسأل طبيب !
في نهاية المقال أدعوك لمشاركته مع أصدقائك المهتمين بذلك المحتوى ، حبذا لو وضعت تعليقًا تخبرنا برأيك في المقال وتشارك فيه نصائحك أيضًا ، كما أدعوك لحفظ موقعنا في مواقعك المفضلة للتطلع إلى مزيد من المقالات من هذا القبيل 😊 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق