كيف تفكر بعقلية المبرمج ؟

كل شخص في هذا العالم عليه أن يتعلم كيف يبرمج الكمبيوتر، لأنه سيتعلم كيف يفكر .

لستيف جوبز الكثير من الاقتباسات التي ذاع صيتها وانتشرت انتشارًا واسعًا فيتم الاستدلال بها في مواقف عديدة ، ضمن هذه الاقتباسات قوله " على مدار ٣٣ عام ، أقف كل يوم أمام المرآة كل صباح وأسأل نفسي إن كان هذا هو آخر يوم في حياتي فهل أنا أريد بالفعل أن أقوم بما سأفعله اليوم ، ومتى كانت الإجابة بلا لعدة أيام متتالية أعلم أنني أحتاج للتغيير " ، فعلى الرغم من قوة تلك المقولة إلا أن ذلك الاقتباس المتعلق بالبرمجة هو الأكثر شهرة وتداولًا حتى أنني أكاد أتيقن أن عيناك مرت عليه مرورًا سريعًا بلا أي تأنٍ لمعرفتك السابقة به ، لا تفاجؤ في ذلك ، لكن المفاجأة أن قائل هذه المقولة الراحل " ستيف جوبز " الذي هو واحدُ من أعمدة عالم التكنولوجيا لم يكتب أي كود في حياته من قبل ، بل إنه لم يكن مهندسًا أو مصممًا يعمل على تصاميم المنتجات كما ذكر ستيف ووزنيك شريك التأسيس في شركة آبل ، فالنقطة الفارقة أن ستيف جوبز كان لديه عقلية تسويقية مميزة كافية تجعله يغير في ذلك التصميم ويعدل على هيئة هذا ويقترح إضافة خواص للتصاميم الأخرى ، لكن ستيف أدرك جيدًا قيمة البرمجة وتوَّج ذلك باقتباس جميل يعرفه جُلّ العالم !

 

عندما يتم طرح ذلك الاقتباس فإن الكثير من الناس يعتقد أن الهدف من كلمة " تعلم البرمجة " هو تعلم كيفية كتابة الarray أو الvariables أو الloops هو ما سيجعله مفكرًا أفضل ، لا تفهم قصدي على أن ذلك ليس مهمًا فهذا يجعلني أبدو بمظهر المتفلسف الأحمق ، فبالتأكيد هذه مفاهيم برمجية أساسية على كل مبرمج معرفتها ، لكن لا تجعل التفكير ينحصر ضمن هذا المنظور الضيق فقط ... لأن المعنى المقصود أبعد من ذلك بكثير .

 

حتى يصل إليك المعنى بوضوح ، اسأل نفسك هذا السؤال : " ما الوظيفة الرئيسية للمطورين ؟ ما وظيفة مهندس البرمجيات ؟ هل تقتصر فقط على كتابة الكود ؟ " باختصار فالإجابة هي " لا " لأن الأكواد أو اللغات هي فقط الأدوات ، والبرمجة تتمحور بشكل رئيسين على محورين هما التفكير بمنطقية وحل المشكلات ، بشكل أو بآخر كل برنامج حولنا تمت برمجته بمنطقية ليعمل على حل مشكلة معينة ( هذا دون الأهداف الخفية من إنشائه ... ) ، فهذا الماسنجر والواتساب يحلون مشكلة التواصل ، والموقع الذي تقرأ سطوره حاليًا يسهل من عرض المحتوى ، وهذا الفوتوشوب يجعل عملية التصميم أيسر وغيرهم ، كل تطبيق أو برنامج حولنا يمكن النظر إليه على أنه صُنع لحل مشكلة معينة ، وكل شخص في هذا العالم لديه مشكلاته الخاصة أيًا كانت حالته ومجتمعه وبيئته ، وكما هي المشكلات في عالمنا بطبيعتها لا تنتهي ، تتخلص من واحدة فتظهر لك الأخرى والإجراء هذا لتمنع مشكلة من الحدوث ، فالبرمجة أيضًا تشبه ذلك العالم ، لأننا إن نظرنا لمنظور واسع لوظيفة المبرمج فهي تكمن في حل عدد لا نهائي من المشكلات التي ستواجهه أثناء التكويد من أجل تنفيذ تطبيق معين .

 

هذه القدرة ليست هباءً وليدة الصدفة ، إنما هناك سمات معينة تشكل عقلية يتشابه بها المطورون حول العالم على الرغم من اختلاف مجالاتهم والمشاريع التي ينجزونها ، ودوري الآن هنا أن آخذك في رحلة نفتش فيها سويًا داخل عقلية المبرمج ... عقلية المبرمج الناجح الذي يعرف ما يفعله والذي بإمكانه حقًا أن يفكر بطريقة استثنائية .

اقرأ أيضًا : كيف تؤثر البرمجة إيجابيًا على شخصيات المبرمجين ؟

كيف تفكر بعقلية المبرمج ؟
كيف تفكر بعقلية المبرمج ؟

كيف يفكر المبرمج تجاه المشكلة ؟

نتفق أن القدرة على حل المشكلات هي محور أساسي من محاور عمل صديقنا المبرمج ، وأظن أنك سمعت من قبل تعبير " فكر كمبرمج " والذي يعني أن ترى المعضلة المطروحة من منظور مختلف ، ثم يكون لديك القدرة لرؤيتها مرة أخرى من منظور آخر مختلف ، وتكون قادرًا لمرة إضافية على تكرار نفس الخطوة بالتفكير تجاه المشكلة من منظور مختلف مرات ومرات حتى يُسدل الستار عن الحل .

 

والتفكير تجاه المشكلة البرمجية لا يحدث اعتباطيًا بطريقة عشوائية قد تخطئ مرات وتنجح مرة ، فالسيناريو الذي أكاد أجزم أن كلنا نفعله وما زال الكثيرون يفعله عندما تواجهه مشكلة ، هو تجربة أي حل يقع أمامنا فنجد أن ذلك الحل لا يعمل ... فنجرب حلًا ثانيًا لا يعمل ... ثم نجرب ونجرب بعشوائية تامة حتى يبتسم لنا التوفيق وتتلاشى الErrors بعد الRun ، لا أقول أن هذا خاطئ تمامًا لكنه مضيع للوقت والجهد ، فالعشوائية المطلقة قد تؤدي إلى عواقب مستقبلية كأن تواجهك نفس المشكلة مرة أخرى ولا تستطيع حلها وقد لا تذكر أصلًا أنك مررت بها من قبل ؛ لذا فعلينا العمل على استراتيجية للتفكير بأسلوب واضح وبخطوات نفهمها تساعدنا أن نكون مبرمجين أفضل ، وتلك الاستراتيجية نتدرب عليها حتى يقوم عقلنا اللاواعي بالتصرف بوعي تلقائيًا .

عندما أذكر كلمة المشكلة هنا فليست تعني فقط Error ، بل قد تعني أي برنامج تقوم بكتابته كبرنامج بسيط جدًا يحسب الLCM الخاص برقمين ، فأثناء القراءة قد نذكر كلمة مشكلة نقصد بها Error في مرات ومرات أخرى نقصد بها برنامج معين ، فحاول استنباط ذلك من السياق يا صديقي 😊 .


افهم طبيعة المشكلة

خطوتنا الأولى قد تبدو بديهية لوهلة من الزمن لكن أغلب المشكلات أثناء البرمجة تكون صعبة لأنك لا تفهم ما هي المشكلة بالضبط ، فالفشل وتضييع الوقت محتومًا إذا كنت تبحث عن حل لمشكلة لا تعرف أصلًا أين تقع داخل الكود أو في أي جزء بالضبط ، وإن تحديد ماهية المشكلة يجعل عقل صديقنا المبرمج يطرح عددًا من الأسئلة الفضولية كما أسباب المشكلة ؟ ما المواضيع التي يمكن أن أبحث عنها لتساعدني على حلها ؟ لماذا أنا أهتم بهذه المشكلة من الأساس ، هذه الأسئلة الطبيعية تجعلنا نفكر بسيناريوهات مختلفة ، وذلك هو المطلوب من أجل إنارة شعلة التفكير التي ستقودنا إلى المفاتيح المطلوبة لفتح باب المشكلة .

لكن سؤالك يبقى مطروحا " كيف أعرف أنني أفهم المشكلة ؟ " ، ببساطة عندما تكون قادرًا على الحديث عنها كأن تقول إن المشكلة تكمن في كذا وكذا ، وبالتأكيد فأنت تتذكر تلك المرات العديدة التي حلت علينا لحظات نكون عالقين بمشكلة ما وفور ما نبدأ بالحديث عنها تقع أعيننا على الجحر الذي يختبئ فيه مفتاح الباب المغلق ؛ لهذا أول الخطوة أن تفهم طبيعة المشكلة بتحديدها كأن تكتبها على ورقة بقلمك الرصاص الجميل أو أن ترسم مخطط بسيط أو حتى تتحدث عنها لشخص يشاركك إياها ( على حسب حجم المشكلة التي تواجهك أثناء الكود .. فلا أقول أن يواجهك مشكلة في نسيان ال؛ فتتحدث عن ذلك 😂 ) .

وفي هذا السياق : نصائح قيمة للمبتدئين في تعلم البرمجة

 

التحليل قبل الحل

التفكير التحليلي هو القدرة على معالجة المشكلات المعقدة والكبيرة من خلال جمع المعلومات وتنظيمها ومحاولة اكتشاف نمط معين بين المعطيات الموضوعة للوصول إلى حلول إبداعية ، هي أهم خطوة تقريبًا ، فأنت يا صديقي المبرمج عندما تفهم جيدًا طبيعة المشكلة التي تواجهك فلا تبدأ مباشرة في كتابة أي كود دون أن يكون لديك خطة واضحة في ذهنك بما ستفعله ، لنوضح المقصود أكثر من خلال مثال بسيط ، لنفرض أنك تعمل على تطبيق تعليمي يعرض مقالات مكتوبة وتريد تشجيع الزوار على القراءة من خلال عرض الوقت المقدر لقراءة المقال ، امنح عقلك بعض الوقت ولنتخيل أن هذا الحوار يدور داخل عقلك :

" بما أنني أعمل على تطبيق تعليمي يعرض مقالات مكتوبة وأحتاج لتشجيع الزوار على القراءة من خلال عرض الوقت المقدر لقراءة المقال ( هذه هي المعطيات ) ، كيف أقوم بحساب ذلك الوقت ليعمل بطريقة ديناميكية ( هذا هو المطلوب ) ؟ ما الخطوات التي أحتاجها ؟  "

بديهيًا فالناس لديهم سرعات مختلفة في القراءة ؛ لذلك أولًا نحتاج لمعرفة ذلك المتوسط ( ما بين ٢٠٠ ل٢٥٠ كلمة في الدقيقة ) ، الخطوة التالية هي حساب عدد الكلمات المكتوبة في المقال ، ثم بعد ذلك قسمة عدد كلمات المقال على ذلك المتوسط وعرض النتائج على هيئة رقم معين من الدقائق ، كما ترى فالآن عرفنا ما يتعين علينا فعله بالضبط للوصول إلى النتيجة النهائية ، وبالتالي عملنا منظم .

لحل أي مشكلة فإن التحليل يجعلنا نغوص في بحر التفاصيل الدقيقة ، فهو يجعلنا قادرين على تحويل المعطيات والبيانات المزعجة المبهمة إلى رؤى وتفاصيل محددة قابلة للتنفيذ ، وكما ترى فإذا كانت لديك القدرة على تحليل مشكلة ما بدقة فإنك ستتوصل إلى حل أفضل ، والتحليل لا يساعدك على حل المشكلة المطروحة فقط .. بل يعينك على معالجة بعض المشكلات والأخطاء المحتملة بشكل استباقي وهذه مهمة أساسية ضمن مهام المبرمجين المحترفين .

 

قسم الحل لأجزاء صغيرة

يقول أحد المبرمجين : " إذا كنت أستطيع تدريس كل مبرمج مبتدئ مهارة واحدة لحل المشكلات ، فإنها ستكون تقنية تقسيم المشكلة . "

فلا تحاول حل المشكلة الرئيسية مباشرة ، لأن ذلك ليس بالفعالية التي تعتقدها ، الأمثل أن تقسم المشكلة لأجزاء أصغر تكون قابلة للمعالجة بسهولة ثم العمل على واحدة تلو الأخرى ، لنسترجع مثالنا السابق ، كما تلاحظ فإن لدينا مشكلتين فرعيتين من أجل تحقيق الهدف الرئيسي من ذلك الكود البسيط :

أولًا : حساب عدد كلمات المقال .

ثانيًا : قسمة عدد كلمات المقال على متوسط سرعة القراءة الطبيعية .

عليك أن تبدأ بأبسط المهام ، والأبسط هنا أقصد بها المهمة الفرعية التي لا يعتمد تنفيذها على مهمة أخرى ، ففي مثالنا ستجد أن حساب عدد كلمات المقال هي المهمة التي يجب علينا إنجازها أولًا ، لأن المهمة الثانية مرتبطة بها ، لهذا سنبدأ بها .

لنذكر مثالًا آخر حتى تتضح الأمور عندك أكثر يا صديقي المبرمج ...

ماذا لو كنت تعمل على برنامج بسيط يطلب من المستخدم خمس أرقام ليعرض له ثاني أقل رقم فيهم ، هذا التطبيق سيبدو صعبًا لو كنت في بداية رحلتك مع الأكواد ، قد لا تستطيع عمل ذلك بسهولة ، حسنًا لا مشكلة ، ما رأيك لو بسطنا المشكلة أكثر وعملنا على برنامج يحدد أقل رقم في الخمس أرقام أو ماذا لو كان لتحديد الرقم الأقل ضمن رقمين فقط ؟ أليس أفضل وأسهل ؟

في الأغلب أنت تقوم بذلك داخل ذهنك دون أي انتباه منك ، فتذكر أن المبرمجون دائما يحاولون جعل الأفكار والحلول المعقدة بسيطة قدر الإمكان .

 

ما زلت عالقًا ! ماذا تفعل ؟

قد لا يعمل الحل الخاص بك وقد لا تستطيع تحليل أي شيء في الكود وقد لا يكون لديك القدرة حتى على القيام بمشكلة فرعية بسيطة داخل الكود ، اعلم أن هذا طبيعي ضمن دورة حياة المبرمجين ، لكن الفرق بين مبرمجين ومبرمجين آخرين هو مدى فضولهم وكما نقول عندنا في مصر " طول النفس " في التعامل مع هذه الـErrors والBugs ، يذكرني هذا بقول أينشتاين أنه ليس الشخص الذكي جدًا لكنه يمكث مع الأسئلة والمشكلات وقتًا أطول من الأخرين ، أمامك الكثير لتفعله في هذه الحالة !

 

أولًا، عليك أن تقوم بالdebugging ، ويقول أندرو سنجر أن فن الdebugging هو اكتشاف ما أخبرت برنامجك حقًا أن يفعله بدلًا مما كنت تعتقد أنك طلبت منه القيام به ، فعليك المرور خطوة بخطوة على الكود أو الحل الذي كتبته في محاولة لمعرفة أين قمت بالخطأ .

 

ثانيًا، ابحث ! البحث هو طريقك للوصول إلى كل شيء ، هو ما سيجعلك تتعلم أكثر وتعرف تفاصيل عميقة في مجالك ، وهذه الErrors والBugs هي معلم ودافع جيد لك من أجل أن تبحث وتستثمر في البحث ، يوجد مصادر عديدة للبحث فعالم الويب لا حدود له ! 

لكن لا تبحث بطريقة سلبية كأن تكتب المشكلة في جوجل ثم يظهر لك نفسها على Stack Overflow أو Quora ثم تنسخ الكود دون حتى أن تقرأ أي تعليق ، لن تتعلم أي شيء بهذه الطريقة ... قد تحل المشكلة لحظيًا .. لكن أنا متأكد أنها إن واجهتك مرة أخرى فلن تستطيع حلها ، لكن اقرأ تعليقات الأشخاص الآخرين ونقاشاتهم حول المشكلة واقرأ الكود واعرف الخطوة التي قام بها من أجل حل الError ولا تقم بتنفيذه دون أن تدرك ماذا سيفعل داخل برنامجك ، ماذا إن وصلت أنت لحل أكثر فعالية ... لم لا تشارك لكود لتستمع وتستمتع بآراء الأخرين ؟


ثالثًا، اسأل ، إن لم تجد من خلال البحث حلًا لمشكلتك ، ابدأ في سؤال المتخصصين على المواقع التي تضم مجتمعات للمبرمجين كذلك على مجموعات الفيسبوك كElzero Web School مثلًا ، لكن حاول ألا تقم بهذه الخطوة إلا عندما تستنفذ كافة الطرق لديك لكيلا تحرم نفسك متعة التفكير في حلول للمشكلات !

اقرأ أيضًا : مجموعة من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها معظم المبرمجين

 

من كود مكلكع إلى كود نظيف

الآن قد وجدت الحل الخاص للمشكلة والاختبار يظهر أنه لا وجود لأية Errors وقد تأكدت أن الحل يعمل بالفعل ويؤدي المهمة التي كنت ترغبها من الكود ، لكن الكود غير مرتب ... غير نظيف ... صعب القراءة أو كما نطلق على تلك الحالة بالعامية المصرية " مكلكع " ، هنا علينا أن نبدأ في اختصار الكود بإزالة السطور التي لا تؤدي أي وظيفة مثلًا أو استخدام طريقة أفضل وهكذا ، ولكي تحصل على كود نظيف فحاول أن تضع هدفًا بأن يكون من السهل لأي مبرمج آخر أن يمر خلال الكود ويفهم ما نويته من كل سطر مكتوب .

 

اعلم أيضًا أنه في عالم البرمجة دائما يكون هنالك حل أفضل ومُحسن للكود لديك أو كما يُطلق عليه Optimizing the Code ، قد تحتاج في ظروف وأغراض معينة أن تختصر الكود بطريقة تجعله يعمل أسرع وبفعالية أعلى ، على سبيل المثال فإن سرعة مواقع الويب هي عامل له قدر كبير من الأهمية ضمن عوامل الSEO ، ولكي نجعل سرعة الموقع أعلى فإننا قد نحتاج إلى ضغط ملفات الCSS والجافا سكريبت وتحسينها وجزء من هذا يقع عاتقه على المطور ، لهذا فضع في حسبانك أنك قد تحتاج حلولًا أفضل بمرور الوقت .

 

أيها القارئ النهم ، أوقفتك قليلًا لأخبرك أنني مسرور بوصولك إلى هذه السطور ، يزين وجهي الآن ابتسامة عريضة معبرة عن سعادتي بك بينما أتلاعب بالحروف والكلمات سعيًا لحصولك على قيمة نافعة ، لكن الرحلة داخل عقلية صديقنا المبرمج لم تنته بعد ، فهنالك سمات أخرى تميز معشر المبرمجين الناجحين لا يليق بي إغفالها .

 

المبرمج لديه أهداف محددة

المبرمج الجيد لا يهتم فقط بالكيفية ، لكنه يضع اعتبارًا قويًا للسببية ، فهو لا يُقحم نفسه في مسارات دون أن يملك حتى أي أهداف تكون له بمثابة الحافز والمسؤولية ، يملك دائما السبب الذي يدفعه إلى الإمام وقت تراخي الذهن وغياب العزيمة وانقطاع الاستمرارية ، إذا سألته " لماذا تريد تعلم البرمجة ؟ " ، فلن يخبرك أنه يتعلم البرمجة لأنها مجال شائع له صيت بين الناس أو أيًّا من ذلك الهراء ، لكنه يسير في طريق تحقيق أهداف حقيقية ، تلك الأهداف لا يكتفي فقط بأن يتركها تخطر على باله في لحظة حماس عابرة ، بل يجعلها نصب عينيها فيكتبها على ورقة في دفتر ملاحظاته أو يعلقها على الحائط أو يحتفظ بها على حاسوبه ليذكر نفسه بها ولتساعده على التركيز لتحقيقها .

المهم في هذه الأهداف ألا تكون خيالية لدرجة بحتة ، فلا تنوي أن تتعلم الJavaScript كلها في 10 أيام ، لن يكون هذا الضغط حملًا ثقيلًا على ظهرك فقط .. بل إنك لن تتعلمها في 10 أيام أصلًا ، فهدفك يجب أن يكون محددًا .. قابل للتحقيق وللقياس ويرتبط بما تطمح إليه ولا يكون مجرد سطر خفيف هش ليس به أي تفاصيل ، واسأل عددًا من الخبراء ذوي التجربة النافعة إن أمكن لمساعدتك .

على سبيل المثال : " أريد تعلم الHTML & CSS خلال شهرين ، لأنني أريد أن أصبح Front End Developer ، سأوفر ساعة ونصف يوميًا لمشاهدة الدروس الجديدة ، بالإضافة إلى ساعة ونصف أخرى للتطبيق على ما تعلمت وحل التكليفات " .

ما رأيك الآن ؟ هدف محدد بالضبط ، قابل للقياس ، كذلك يمكن تحقيقه إن التزمت به ، يمكنك التفكير بتلك العقلية تجاه تحديد أهدافك سواء كنت تتعلم أو تعمل أو في أي شيء .


المبرمج عنده قابلية عالية للتطوير

إنه لأمر شائع بين المبرمجين أن يكتب أحدهم برنامجًا أو تطبيقًا ثم يأتي بعد فترة ليفتح ذلك الكود مرة أخرى فسأل نفسه متعجبًا لماذا فعلت هذا وهذا ، لماذا استخدمت هذه الطريقة الطويلة .. لماذا هذه هنا وهذه هنا ، إن ذلك مؤشر جيد للغاية ، فهذا دليل واضح على تطور المستوى والتحسن والقدرة على الوصول لنتيجة معينة بطرق مختصرة وفعالة .

القابلية للتحسن هي سمة يتميز بها المبرمج الناجح ، فهو يتعلم الجديد ، وفي نفس الوقت يطبق الكثير ، فيجد عقليته تتجاوب بشكل أسرع وأكثر سلاسة مع الأكواد ، يعرف طرقًا أفضل ويتجنب أخطاء كان يفعلها في السابق ، فلا تجزع من ذلك ولا تقنع نفسك أنك ستستمر على ما تعلمته في مرحلة ما وتظن أن ذلك يكفي لفترات طويلة مستقبلية ، فمتعة البرمجة من الأساس تكمن في وجود الجديد دائمًا .

اقرأ أيضًا : مهارات يجب عليك تعلمها بجانب تعلم البرمجة

 

المبرمج لا يعرف كل شيء

المبرمجون يدركون جيدًا أنهم لا يعرفون كل شيء ، ذلك المبدأ هو علاج للمبرمجين المصابين بداء المثالية ، ليس المبرمجين فقط بل كافة البشر ، الشعور بالراحة المصاحب لليقين بأنك لا تعرف كل شيء هو ما يسمح لدماغنا بالرغبة في استكشاف هذه الأشياء المجهولة والاستمتاع بالتعرف عليها بل إدراكها وتحويلها في النهاية إلى أشياء مفهومة .

في المرة المقبلة صديقي المبرمج عندما تواجه شيئًا لا تعرفه .. فلا تجزع وتحزن وتُحبط وتسمح لتلك المشاعر الحزينة أن تتحكم فيك ، أنت لا تعرف كل شيء .. أنا لا أعرف كل شيء ... صديقك المبرمج لا يعرف كل شيء .. المعلم الذي يشرح لك لا يعرف كل شيء ؛ لذا فكر بعقلية المبرمج وانظر لذلك من منظور مختلف 😉 .


المبرمج يبني عاداته

بناء العادات يصنع النظام ... النظام يصنع الالتزام  ( بينما أكتب، أعجبتني فقلت لما لا أضعها في هيئة اقتباس )

العادات هي ما تفعله باستمرار وبانتظام ، لا ترتبط العادات دائما بالسلبية والسوء ، إنما العادات منها الإيجابي الذي يصنع لك نظامًا يساعدك على حياة أفضل ، والنظام يصنع الالتزام الذي يساعدك على التحسن دون دراية منك ، على سبيل المثال فلاعب كرة القدم الذي يريد رفع مستوى إتقانه لمهارة التسديد لا يتدرب يومًا واحدًا وينقطع ، إنما يخصص 20 دقيقة بعد انتهاء التمرين للتسديد على المرمى بوضعيات مختلفة ومن مسافات قريبة وبعيدة حتى يتطور ، بعد شهر سيجد أنه قد أتقن المهارة .

نحن قوم المبرمجين كذلك ، قد تحدد لنفسك 10 دقائق في بداية يومك تقرأ خلالهم مقالًا نافعًا يزيد من ثقافتك ويحسن من وعيك تجاه مجالك وطبيعته ، قد تخصص نشاطًا معينًا تفعله قبل أن تبدأ التكويد كأن تأكل طعامًا صحيًا يزيد من انتباهك أو تمارس رياضة الجري لتصفي ذهنك من الشوائب .

اقرأ أيضًا : عادات يومية بسيطة بإمكانها تغيير حياتك للأفضل


المبرمج يهتم بصحته

لا أخفي عليك .. لكن هنالك نمط شائع بين أغلب الناس بالاعتقاد أن المبرمجين أشخاص لا يهتمون بصحتهم الجسدية والنفسية ، على الرغم من أنها حقيقة أحيانا لكن الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية هو شيء في غاية الأهمية ، لأن صحتك هي رأس مالك وتستحق أن تستثمر فيها بعض المال لشراء أدوات مريحة كمقعد صحي لا يسبب مشاكل للظهر ، العواقب تستحق أن تبذل بعض المجهود في تكوين عادات صحية تحافظ بها على نشاط جسدك وصفاء ذهنك ونفسيتك بإذن الله .

إليك بعض العادات الصحية التي يجب عليك الالتزام بها :

6 عادات صحية بالنسبة للمبرمجين
6 عادات صحية بالنسبة للمبرمجين                                                      

المبرمج شخص صبور

الصبر قيِّم ، لا سيما عند المبرمجين فهو سمة رئيسية تميز شخصياتهم ، فلك أن تتخيل صديقي القارئ ( حبذا لو لم تكن من ممارسي المجال ) أن فئة المبرمجين مرهون عملهم بكثير من التحديات ، فبداية يحتاج للصبر من أجل التعلم ، لأن شهوره القليلة الأولى هي الأكثر صعوبة ، وشهوره الحالية يحتاج للصبر فيها لمواصلة تعلم جديد التقنيات والتحسن أكثر وأكثر ، أثناء عمله بينما يكتب برنامجه ويحل تحدياته ومشكلاته لو لم يكن صبورًا فلن يستطع إنهاء أي شيء ، أما أنت صديقي المبرمج فاعلم أن اللحظة التي تستعد فيها لرفع راية الاستسلام فهي اللحظة التي تحتاج فيها للاستمرار لأن هذا الوقت هو الذي ستتحسن فيها ، ذلك الوقت الغير مريح إطلاقًا هو هدية نستثمر فيه من أجل نمو شخصياتنا ، فذلك المحترف الذي تحلم بالوصول إلى مستواه يومًا ما قد مر بنفس ما تمر به من لحظات يأس وإحباط وانطفاء لشعلة الشغف بداخله إلا أنه صبر وثابر وقوَّم نفسه وقاوم .

 

عقلية المبرمج الطموح المنظم المحلل الاستراتيجي النشيط تحتاج كذلك إلى صبر من أجل اكتسابها، بداية ستتدرب وتذكر نفسك بها ثم ستصبح تلك العقلية هي عقليتك تتصرف بها دون وعي منك ، لن يحدث كل هذا بين ليلة وضحاها باستعجال دون صبر ، فاصبر .. إن الصبر هو مفتاح الأبواب المغلقة !

كيف أبني معرض أعمالي بطريقة احترافية ؟

إن إنشاء معرض أعمال احترافي هي خطوة مهمة لكل من يرغب في دخول سوق العمل سواء العمل الحر على مواقع المستقلين أو حتى في توظيف الشركات ، وإن كانت كلمة " معرض أعمال " أو Portfolio كلمة غريبة على أذنيك فهي تجميعة للنماذج التي أنجزتها باستخدام المهارات التي تمتلكها ، فإن كنت مصمم جرافيك فإن معرض أعمالك سيتضمن بكل تأكيد نماذج لتصميمات مختلفة قمت بها من قبل سواء لأهدافك الشخصية أو أي نوعٍ من المشاريع ، معرض أعمالك قد يكون موقعًا شخصيًا يعبر عن هويتك أو حتى حسابًا على إحدى المنصات المخصصة لذلك كمنصة Behance للمصممين أو Github للمبرمجين أو حتى مقالات على Blogger لصناع المحتوى والمدونين .

ولا يُخفى عليك صديقي القارئ أن بناء معرض أعمال احترافي هي مشكلة تواجه العديد من أصحاب المهارات الإبداعية المطلوبة في سوق العمل سواء المبتدئين أو حتى المتمرسين ، سواء كنت هذا أو ذاك فإن مقالنا هذا موجه إليكم ، والمبتدئون هنا لا أقصد بهم من يزرع أولى البذور في نبتة مجاله ، بل هم أصدقاء لديهم من المهارات ما يؤهلهم لإنجاز المشاريع بكفاءة عالية لكنهم لا يعرفون كيف يعرضون أعمالهم للأخرين أو هم قوم ليس لديهم مشاريع فعلية أنجزوها ، والمحترفون على النقيض هم أصدقاء قد استقبلوا عروضًا عديدة لكنهم لم يصلوا بعد لمستوى الاحترافية التي تزيد من فرصهم أكثر فأكثر وسط المنافسة الضخمة ، كذلك لا يدركون أهمية معرض الأعمال الاحترافي ، لذا نبدأ أولًا بعرض أهمية امتلاكك لمعرض أعمال مميز .

وفي هذا السياق : كيف تحصل على عميلك الأول من خلال مواقع العمل الحر ؟

دليلك الشامل لبناء معرض أعمالك باحترافية
دليلك الشامل لبناء معرض أعمالك باحترافية

أهمية بناء معرض الأعمال

لا يوجد أي خلاف على أهمية بناء معرض أعمالك ، لا سيما وإن كان هو الطريقة الأولى في التقييم لأصحاب المشاريع والشركات التي تسعى لتوظيف المبدعين ، الجميع يُمكنه الحديث في وصفه الخاص كم أنه عبقري وأفضل رجل في العالم في مجاله ، فكما نعلم أن الكلمات مجانية ولن يُحاسب عليها ، أما معرض الأعمال فهو الفيصل في هذه النقطة .. هو ما يميز محمد عن الجميع ، هو الفيصل بالذات وعلى وجه الخصوص في أغلب المجالات الإبداعية كالتصميم والمونتاج على وجه المثال .

أيضًا فإن معرض الأعمال يبني الثقة بينك وبين صاحب المشروع ويضيف لعملك المزيد من الاحترافية ، فهو عندما يبدأ بالبحث عن موظفين فمن يضمن له أن محمد كاتب بارع طالما لم ير له أي مقال أو تدوينة واضحة ؟ كذلك فإن معرض الأعمال يمكنك من تحقيق مبدأ مهم جدًا " Showing not telling " ، فعلى سبيل المثال لو كنت مصممًا فإن كتابتك ل١٠٠ سطر تذكر فيها ما تملكه من مهارات لن يسمن من جوع إذا لم تدعم ذلك بتصاميم حقًا تعبر عن نفسها دون الحاجة لذلك .

نصائح لبناء معرض أعمال احترافي

ابن مشاريعك لأفكارك الخاصة بنفسك

أيًا كان تخصصك الذي تعمل عليه فأنت تحتاج أولًا إلى بناء مشاريعك الخاصة تطبيقًا على ما تملكه من مهارات ، بمعنى أنك لا تحتاج إلى القيام بتعاقدات عمل من أجل إضافة ذلك لمعرض أعمالك أو حتى لو كنت تعمل على مواقع العمل الحر فأنت لا تحتاج إلى إنهاء خدمة أو إنجاز مشروع من أجل أن تعرضه ، فإن كنت تعمل في تصميم واجهات المواقع مثلًا فشاهد أفكارًا مختلفة لواجهات كواجهة لموقع رياضي أو موقع تقني أو موقع في الطبخ وغيره ، واستنبط فكرة إبداعية توظف فيها ما لديك من مهارات لتنشئ عدة واجهات واعرضهم داخل موك أب احترافي وابذل فيهم قصارى جهدك حتى يتسنى لك عرضهم داخل معرض أعمالك ، إن كنت كاتبًا للمحتوى فلا تنتظر أن يتم توظيفك حتى تبدأ الكتابة لتضيف ذلك المشروع لمعرض أعمالك ، بل ابدأ بتحديد عنوان لمقالك واكتب محتواه وطوره وحسنه واجعله احترافيًا حتى تكون فخورًا بعرضه أو تقديمه لعملائك .

قد ينفعك أيضًا : أدوات تساعدك على النجاح في العمل الحر

اختر وسيلة مناسبة لعرض أعمالك

أصبح لديك بالفعل العديد من المشاريع التي تبرهن على امتلاكك للمهارات التي تسعى أن تقتنص الفرص من أجلها ، الآن حان دور اختيارك وسيلة مناسبة من أجل معرض أعمالك ، وأقصد هنا أن هنالك العديد من الطرق التي تتناسب مع كل مجالٍ وحده ، فإن كنت مصممًا فإن منصة مثل Behance ستكون مثالية من أجلك حتى تعرض تصاميمك في مجتمع عرض الأعمال للمصممين ، وإن كنت مبرمجًا فهنالك GitHub يمكنك من أن تعرض مشاريعك البرمجية ، وإن كنت كاتبًا فإن امتلاكك لمدونة أو موقع ما تجمع فيه مقالاتك سيكون مناسبًا خصوصًا إن لم تكن عملت على مشاريع مستقلة من قبل ، لكن هنالك الطريقة الأكثر احترافية وهي امتلاكك لموقع شخصي يعبر عنك أكثر وبه تفاصيل أكثر وأكثر قد لا توفرها منصات مثل Behance و GitHub وبكل تأكيد فهي الطريقة الأكثر تكلفة لكنها الأكثر تميزًا من بينهم .

( قريبًا سيتوفر هنالك دليل شامل لبناء موقعك الشخصي على منصتنا )

ضع نفسك مكان العميل

مُتعارف بين البشر أن الانطباعات الأولى تبقى لفترة طويلة ، هكذا الحال غالبًا في العلاقات البشرية وهكذا هو الحال أيضًا في الكثير من علاقات العمل ، فعندما يفتح أحدهم معرض أعمالك وفي الغالب هنا هو إما صاحب مشروع يبحث عن شخص ليوظفه في فريقه أو شخص مثلي يحب متابعة أعمال المبدعين ومتابعة الأفكار الجديدة في هذا العالم ؛ لذا فبديهيًا النظرة الأولى له لمعرض أعمالك ستبقى لفترة طويلة وبالتالي فعليك هنا أن تعرض داخل معرض أعمالك أفضل أعمالك التي عملت عليها فالعملاء لا يهتمون لرؤية جميع الشعارات التي صممتها منذ بدايتك مثلًا ... إنهم يهتمون على الأغلب لرؤية الأفضل من خلالهم ، والأشخاص المحترفون في عملية بحثهم عن مصمم أو مبرمج لتوظيفه فهو يحاول استنباط أضعف مشروع موجود في معرض أعمالك لأن أغلبهم يسير بقاعدة " أنت جيد في عملك بقدر أضعف نموذج لديك في عملك " ؛ لذلك إن كانت الحيرة ترهق ذهنك فيما تضع من مشاريع بالضبط فاعرض فقط أفضل المشاريع التي عملت عليها للأسباب التي ذكرناها .

اجعل معرض أعمالك متنوعًا

تخيل نفسك مصمم UI أو UX وتعمل على تصميم واجهات للتطبيقات والمواقع سواء من ناحية التصميم أو أحيانا من ناحية التكويد ، هل ستحب عند بناء معرض أعمالك أن يكون كله عبارة عن واجهات لمواقع رياضية مثلًا ، بكل تأكيد لا ، هذا لن يجذب سوى فئة واحدة من المستهدفين وهم أصحاب المواقع والتطبيقات الرياضية ، لكن أصحاب المشاريع يحتاجون إلى رؤية التنوع في أعمالك ومدى سعة استخدامك لمهارات ، فمثلًا في هذا الواجهة قد قمت بصناعة Footer مثالي وهنا صنعت قائمة لأشهر الوجبات بطريقة مميزة ، وهكذا التنويع هو عامل مهم جدًا .

هذا لا يمنع أن هنالك العديد من المصممين المختصين في نوعٍ واحد بعينه ، فمثلًا هنالك من يتخصص في تصميم الشعارات وهنالك من يتخصص في تصاميم السوشيال ميديا وهنالك من يتخصص في تصميم الكروت الشخصية ، هذا لا يمنع من تطبيق مبدأ التنوع كأن تصنع شعارات تعبر عن هويات مختلفة وبطرق مختلفة ؛ لذلك عندما نربط بين هذه الفقرة والتي سبقتها يمكننا القول أنه عندما تبني معرض أعمالك اجعل التنوع من سماته واعرض أفضل ما لديك من أعمال .

البساطة والوضوح

كلما اعتمدت في بناء معرض أعمالك على البساطة في العرض والسلاسة في التنقل كانت مدة بقاء الزائر في صفحته أطول ، لأن الزائر بطبيعة الحال سيجد أنه يصل إلى مراده بسهولة ، يجب كذلك يا صديقي القارئ أن تكون أهدافك واضحة بأن تعرف أي نوعٍ من العملاء تستهدف بالضبط وأن تضع نفسك مكانهم كما ذكرنا في الأعلى وتجيب على تساؤلات سيحتاجون معرفتها بكل تأكيد ، وهذه التساؤلات ك :

  1. من هذا الشخص ؟ ما اسمه ؟
  2. ما المهارات الي يمتلكها ؟
  3. ما المشاريع التي عمل عليها من قبل ؟
  4. كيف تبدو النماذج التي يقول أنه عمل عليها ؟
  5. ما الشركات الأخرى أو المؤسسات التي عمل عليها ؟ ( إن كنت عملت من قبل ) .
  6. كيف أتواصل معه بطريقة سهلة ؟

وهذه التساؤلات تحتاج أن تجيب عليها من خلال معرض أعمالك ، بمعنى أنك لو كان لديك موقع شخصي فسيكون لديك جزء ال About داخل الموقع وهو ما سيتيح للشخص معرفة اسمك ونبذة عنك وغير ذلك ، مثلًا جزء الProjects سيتيح له رؤية نماذج أعمالك ومشاريعك وهكذا ، حتى في منصات مثل Behance فأنت لديك الإمكانية لتوفير هذه المعلومات من خلال حسابك الشخصي فهو يمكنك من كتابة نبذة بسيطة عنك وإضافة المشاريع وكل مشروع يمكنك شرحه وهكذا ، لكن حاول أن تجيب على التساؤلات التي طرحناها .

قد ينفعك أيضًا : أهم النصائح لتصبح مصمم جرافيك ناجح

الجودة قبل كل شيء

الجودة لا تظهر فقط في مشاريعك ، بل تظهر في كل شيء داخل معرض أعمالك ، الصورة الشخصية التي تعرضها يجب أن تكون واضحة ، لسنا بحاجة لقول أن المشاريع التي تعرضها يجب أن تكون جودة عرضها نفسها عالية فلا تستخدم موك أب سيء ، عليك إضافة لمسات إبداعية ، فعلى نفس المثال الذي تناولناه على مدار المقال ، فأحبذ لو كنت أبحث عن واجهة تصميم أن أراها معروضة في موك أب بجودة عالية كأن أراه داخل iMac أو داخل الهواتف كيف يكون شكله ، وأن تكون طريقة العرض تشرح التفاصيل دون الحاجة لقراءة مقال عن الواجهة ، النبذة التي كتبتها عن نفسك من الأفضل أن تخلو من جميع الأخطاء والتفاهات والمعلومات التي لن تفيد ، وبها حقًا معلومات قيمة تعبر عن نفسك بكل سلاسة وتجعل الزائر يأخذ فكرة واضحة عما تقدمه كما يظهر في الصورة هنا :

مقارنة بين نبذتين تعريفتين في معرض الأعمال
مقارنة بين نبذتين تعريفتين في معرض الأعمال

اجعل نفسك خارج نطاق المنافسة

معظم منافسيك لديهم معرض أعمال مثلك ومعظمهم سيكون لديهم ذلك القدر من المهارات الذي يمكنهم من الحصول على نفس الفرصة التي تسعى إليها ، لهذا تحتاج إلى ذكر ما يميزك بالضبط عن منافسيك ولماذا يجب أن تتعاقد الشركة معك أو يشتروا الخدمة منك وليس من المنافسين ، وهنا عليك دراسة بعض المنافسين وتحديد نقاط قوتك وتحاول إبرازها كأن تقوم على سبيل المثال بشرح كيف يعالج المشروع الذي عملت عليه مشاكل المستخدمين فتبين كل جزء فيه والغرض منه والمميزات الجديدة في التصميم والتي بدورها ستحقق الهدف المرجو من ناحية حل مشكلة المستخدم ، حبذا لو كان ذلك مضمنا داخل تصاميم احترافية دون الحاجة للكتابة كثيرًا بطريقة مملة ، لأن طبيعيًا عندما أدخل إلي شخص لكي أوظفه سأحب أن أراه واعيًا يعرف بالضبط مع ماذا يتعامل وكيف يحل المشكلة وأنني سأخرج منه بأفكار تساعدني على تحقيق مستوى أكبر من تطلعاتي وليس فقط مجرد صاحب مهارة سينفذ لي ما أطلبه فقط .

انشر أفكارك للعالم

نعيش الآن في عالم السوشيال ميديا حيث الانتشار السريع للأفكار الضار منها قبل النافع ، لكن مهما كان مجالك فسيكون هنالك المهتمون برؤية ما يتعلق به ، وهنا سيكون من النافع أن يكون لديك صفحة خاصة على منصات سوشيال ميديا مناسبة لغرضك تعرض أعمالك فيها ، كذلك على مجموعات نافعة تربط المصممين معا أو المبرمجين معا أو كتاب المحتوى أو المهتمين بالمونتاج ، سيبني هذا لديك قاعدة من الجمهور ولربما تنال أعمالك إعجابهم مما يجعل لديك تفاعلًا قويًا وجمهورًا ينتظر منك أن تنشر الجديد ، وهذا سيرفع من مستوى ثقتك في نفسك ويجعل عملية تواصل العملاء معك أسهل وأيسر بكثير .

 

قد تكون هذه السطور هي أولى خطواتك في بناء معرض أعمالك ، لا تجعل الأمر يقف لديك عند حد القراءة بل اكتب ملاحظاتك واحفظ المقال لديك حتى تعود وقتما تحتاجه ، وابدأ في تنفيذ واحدة تِلوَ الأخرى فهل بعد التعلم سوى التطبيق ؟

6 مبادئ للتصميم الجرافيكي يجب على كل مصمم معرفتها

دعنا نتفق بداية أن التصميم يختلف عن الرسم بأن التصميم يكون وراءه غرض ما ، كلاهما عالم فيه من الابتكار والإبداع الكبير الذي لو وُزِّع نصفه على باقي المجالات لكفى ، لكن عالم التصميم بالذات يتفق مع غيره من العوالم المجاورة في كون له قواعد تحكمه ، وقد يكون قراءتك لكلمة قواعد تجعلك تشعر بأنها قوانين صارمة تحد من إبداع المصممين ، بل العكس تمامًا فتلك القواعد إنما تزيد التصميم جمالًا فوق جماله وتجلب إليه الاستقرار وتساعد المستخدمين المشاهدين له على فهمه بطريقة أفضل ، وإن غياب الالتزام بقواعد التصميم يا صديقي المبدع يفقد التصميم توازنه كأن ترى تصميمًا يجمع بين خمس خطوط ولون أصفر مع لون أبيض ممزوج بلون سماوي ، فهذا بعيد كل البعد عن الإبداع والحرفية والذوق الرفيع التي هي سمات تميز صديقنا المصمم ، وما هو إلا تصميم قبيح ومشوش إذا رأيته للمرة الأولى تُصاب بالغثيان ولا يليق بهذا العالم الإبداعي .

إضافة لذلك ، فإن معرفتك بهذه القواعد سيزيدك حكمة عامة وسيقوي من فهمك وتصورك الذهني عن التصميم خاصة ، مما سيساعدك بكل تأكيد على التطوير من مستواك أكثر وأكثر خصوصًا عند رؤيتك للأمثلة التي تدعم الشرح المستفيض بعض الشيء لهذه القواعد في السطور القادمة من المقال .

ننصحك بالاطلاع على : كيف تعمل بذكاء كمصمم ؟

٦ قواعد في التصميم يجب على كل مصمم معرفتها
٦ قواعد في التصميم يجب على كل مصمم معرفتها 

التوازن والمحاذاة

عنصرين مهمين من قواعد التصميم يرتبط بعضهما بالأخر ، الأمر يتعلق بطريقة وضع العناصر وتنظيمها بإعطائه مساحته الخاصة داخل التصميم ، عليك أن تعلم أن كل عنصر له وزن مختلف ، والوزن هنا ليس جرامات ، بل إن ذلك الوزن قد يكون لونًا أو نصًا أو فراغًا أو أي شيء آخر ، حتي يصل لك المعني أكثر ... إليك ذلك المثال ، تخيل تصميمك كأنه غرفة في منزلك ، عندما تدخل إلى الغرفة هل تجد الدولاب فوق السرير والمكتب داخل الدولاب ؟ بكل تأكيد ... لا ، إنما تجد كل عنصر داخل الغرفة منظمًا وموضوعًا بطريقة معينة بحيث يكون هنالك جمالية كذلك توازن من ناحية المساحة ، كـذلك هو التصميم ، فبدون التوازن يفقد المشاهد الشعور بالراحة ويفقد التصميم ديناميكيته .

هناك نوعان من أنواع التوازن داخل التصميم ، الأول هو تصميم تتوزع فيه مساحته إلى عناصر متساوية الحجم ويتم محاذاتها على جانبي خط الوسط ، والنوع الثاني هو نوعية من التصاميم تكون العناصر فيها غير متساوية الحجم كأن يكون هنالك عنصر كبير مع عناصر صغيرة، ليسوا متساويين ، لكن ما زال ذلك يحقق التوازن.

بالنسبة للمحاذاة فهي تخلق ارتباطًا بين أنواع التصميم ، تختلف كذلك أنواعها ، فهنالك محاذاة ناحية اليسار ومحاذاة أخرى لليمين وللأعلى وللأسفل أو محاذاة مركزية أفقية أو رأسية ، وهي في غاية الأهمية من أجل التنسيق بين الصور والنصوص والأيقونات وغيرهم وتجعل التصميم منظمًا .

التباين

التباين لغويا هو الاختلاف ، من ناحية التصميم فهو إبراز اختلاف بين عناصر التصميم ، وله صور مختلفة فهنالك تباين علي سبيل المثال من ناحية الحجم كأن يكون هنالك عنصر أكبر من عنصر أو الشكل بأن يكون هنالك مستطيلات وهنالك عنصر مختلف كدائرة مثلا أو الألوان بلون مختلف أو المحاذاة أو حتى الخطوط، ذلك المبدأ مفيد جدا في لفت الانتباه إلى أمر معين داخل التصميم، فمثلا لو كنت تعمل على تصميم لتصحيح مفهوم معين ، فتباين لون المفهوم الخاطئ عن لون المفهوم الصحيح يجعل المستخدم يميز تلقائيا أيهم هو الصحيح وأيهم هو الخاطئ ، فالتباين هنا جعل التصميم يصف نفسه بالإضافة إلى جذب انتباه المشاهد ، كـذلك فهو يزيد من ديناميكية وحركية التصميم .

اقرأ أيضًا : مهارات إضافية ستساعدك كمصمم

البساطة

البساطة هي الفلسفة السائدة هذه الأعوام وهي تعني تجريد التصميم إلى عناصره الأساسية بمعنى عدم المبالغة في الألوان والمعلومات الزائدة التي لا يوجد أي حاجة لها داخل التصميم كذلك يمكن تحقيقها بالعمل على تطبيق فكرة واحدة داخل التصميم ، البساطة تجعل رسالة التصميم تصل بشكل أسرع وتزيد التصميم روعة واحترافية ، ولعلك تلاحظ أن أغلب شعارات الشركات الكبرى كجوجل وميتا وآبل تتميز ببساطة شديدة تجعلهم ملائمين لكافة التصاميم الأخرى ، فالبساطة أسلوب متبع داخل فرق التصميم في أكبر شركات العالم ، والدليل على ذلك هو اقتباس للراحل ستيف جوبز المدير التنفيذي السابق لشركة آبل وأحد أهم الكوادر في عالم التقنية على مدار التاريخ :

" البساطة من الممكن أن تكون أصعب من التعقيد ، عليك أن تعمل بجد لتنظيف فكرك لجعله بسيطًا ، لكن الأمر يستحق ذلك في النهاية ، لأنه بمجرد وصولك إلى هناك يمكنك تحريك الجبال " .

وبالفعل إن كنت مستخدمًا لمنتجات آبل ستجد ذلك واضحًا ، وتذكر دائما صديقي أن البساطة أصعب من التعقيد .

التقارب

التقارب هي علاقة بين عناصر التصميم حيث العناصر المرتبطة ببعضها تكون قريبة والعناصر الغير مرتبطة ببعضها تكون متباعدة عن بعضها البعض ، تعريف منطقي بحت ... لا علينا 😊 ، الهدف من التقارب هو جعل العناصر المرتبطة ببعضها تبدو للمشاهد كمجموعة واحدة ، تخيل صديقي المصمم أنك تصمم بطاقة شخصية لموظف مثلًا ، تلك البطاقة الشخصية بها 4 معلومات وهم الاسم والوظيفة ورقم الهاتف والعنوان ، في هذا المثال ستجد أن أحدهم قد يضع هذه المعلومات داخل تصميم بحيث تبدو المعلومات وكأنها مجموعة واحدة متقاربة ، وأحدهم قد يجعل التصميم ينقسم إلى مجموعتين وكل مجموعة تحتوى على العناصر التي تناسبها وهذا هو التقارب الذي نحكي عنه والذي يساعد على جعل هنالك مسافة بين العناصر في التصميم .

اقرأ أيضًا : طرق فعالة لربح المال من التصميم

الديناميكية

ديناميكية وحركية التصميم هي عنصر مهم من أجل صنع تصميم بارع ، فالحركة تظهر في العناصر الموجودة داخل التصميم حيث يجب توجيه عين المشاهد عندما يرى تصميمك من عنصر إلى أخر من أعلى إلى أسفل أو من اليمين إلى اليسار أو من الأسفل للأعلى أو من اليسار إلى اليمين حسب ما تريد أنت ، الحركية هي ما تساعد على إنشاء جوهر أو حكاية أو سرد يقصه التصميم على أعين المشاهدين ، فمثلًا ينظر المشاهد للتصميم ليرى أن هنالك مطعم به وجبات شهية في تلك البيئة في ذلك الزمان وذلك المكان بذلك السعر ، التصميم يتحرك في عين المشاهد ويساعد على تصوره .

الهرمية

الهرمية هي قاعدة من قواعد التصميم في غاية الأهمية ، حيث تعني عرض العناصر داخل التصميم بطريقة تجعله يركز على العنصر الأهم داخل التصميم أو نقطة التركيز التي يحتاج المصمم إلى تأكيدها من خلال تصميمه ثم الأقل أهمية وهكذا ، والهرمية تساعد ذهن المشاهد لتصاميمك على التقاط المعلومات المهمة داخل تصميمك بسهولة ؛ لذا تخيل معي يا صديقي المصمم أنك تعمل على تصميم بوستر لحضور ندوة معينة أو تسويق لمطعم ، اسأل نفسك ما أهم معلومة يحتاج الجمهور معرفتها ... هل هو اسم المطعم، أم عرض التخفيض أم وقت الافتتاح وما إلى ذلك ، هذا من ناحية العنصر الأكثر أهمية ، أما من ناحية الهرمية والتدرج فإن عين الإنسان تلاحظ تلقائيا العناصر الكبيرة قبل الصغيرة والملونة قبل الغير ملونة والأشكال الغريبة قبل الأشكال التي اعتادوا عليها كذلك الأشياء التي تتميز بالحركية قبل الأشياء الساكنة ، أيضًا فيمكن استخدام الهرمية في التصاميم التي تعتمد على خطوات أو ترتيب معين فهنا يجب تنسيق التصميم بطريقة تجعل الخطوة الأولى قبل الثانية والثانية قبل الثالثة وهكذا .

وفي هذا السياق : لماذا يفشل العديد من مصممي الجرافيك ؟

 

في الأخير عليك الحرص على اتباع هذه القواعد والبدء في التدرب عليها واستخدامها وستدرك تحسنًا واضحًا في قوة تصاميمك ومظهرها العام ، سأكون سعيدًا بالنقاشات المختلفة إن كان لديك أي تساؤل في التعليقات .

كيف تربح المال من التسويق بالعمولة ؟

التسويق الإلكتروني هو مجال واسع مميز وله أهمية كبيرة ضمن المجالات التي يعتمد عليها العالم الرقمي ، فانتشار منصات المحتوى أو التطبيقات أو البرامج أو صفحات السوشيال ميديا أو مختلف المنتجات سواءً كانت رقمية أو منتجات واقعية كأجهزة منزلية وما إلى ذلك يعتمد في الأساس على تقنيات التسويق الإلكتروني كالتسويق عبر المحتوى والتسويق عبر البريد الإلكتروني والتسويق بالعمولة ، هذا الأخير بالذات " التسويق بالعمولة " هو واحد من أفضل الطرق لبدء طريق العمل الحر عبر الإنترنت ، فهو استراتيجية رائعة لاكتساب دخل سلبي بقليل من الجهد في البداية حتى تتمكن من ربح المال أثناء نومك ، فنظرًا لمرونة العمل في التسويق بالعمولة وملائمته للعمل من المنزل وجني أموال عديدة فقد نُشرت إحصائية على موقع Statista مفادها أن نفقات التسويق بالعمولة في الولايات المتحدة الأمريكية قد تصل إلى 8.2 مليار دولار أمريكي في عام 2022 بعد ارتفاعها من 5.4 دولار أمريكي في عام 2017 .

نسبة كبيرة ... أليس كذلك ؟! لذا صديقي القارئ احزم أمتعتك لكي آخذك معي في رحلة بسيطة نتناقش فيها سويًا حول ماهية التسويق بالعمولة وطرق عمله والأساس الذي تحتاجه للربح من خلاله ونصائح فعالة لتحقيق دخل جيد من التسويق بالعمولة .

اقرأ أيضًا : مهارات هي الأكثر طلبًا في سوق العمل الحر على الإنترنت

الدليل الشامل للربح من التسويق بالعمولة
كيف تربح المال من التسويق بالعمولة ؟

ما هو التسويق بالعمولة ؟ كيف يعمل ؟

التسويق بالعمولة هي طريقة تسويقية تعتمد على حصول المسوق على نسبة معينة من بيع المنتج من خلال تسويق أو ترشيح منتجات وخدمات شركة أو شخص معين ، بكل بساطة فهو يشب برامج الإحالة أو ترويج المنتجات أو الخدمات على موقعك أو قناتك على اليوتيوب أو على صفحات السوشيال ميديا وإذا اشترى شخص ما عن طريقك فستحصل على عمولة محددة من هذا البيع .

لذا فعملية التسويق بالعمولة تبدأ من خلال اشتراكك في إحدى برامج التسويق بالعمولة المرتبطة بالمجال والأشخاص الذين تستهدفهم فمثلًا إذا كان لديك موقع مهتم بالطبخ فستسوق لأدوات تستعمل في المطبخ وهكذا ، قد يكون البرنامج التسويقي يرتبط مباشرةً بصاحب المنتج الرسمي أو مع شركة وسيطة كأمازون مثلًا ، وبعدما تنضم وتختار المنتج المناسب فستحصل على رابط صُمم خصيصًا من أجلك ، بعد ذلك تبدأ في نشر ذلك الرابط بطرق مختلفة كمقال عبر مدونتك أو منشور على صفحات التواصل أو فيديو عبر اليوتيوب وتضع الرابط بداخله وتقوم بالترغيب في الشراء ، وعندما تتم عملية بيع من خلالك ستحصل على عمولتك .

يُمكنك الاستنتاج صديقي القارئ أن عملية التسويق بالعمولة تعتمد على أكثر من عنصر وهم " صاحب المنتج الأصلي – المسوق – المُشتري ( المستهلك ) – شركة وسيطة " .

صاحب المنتج : بديهيًا ، فهو الشخص الذي يمتلك المنتج أو الخدمة التي يجب تسويقها ، قد تكون مؤسسة كبيرة أو شركة ناشئة أو رجل أعمال قام بإنشاء المنتج ، وليس للمنتج قواعد محددة فقد يكون جهازًا منزليًا كغسَّالة أو حتى أدوات للطبخ كما ذكرنا أو مُنتجًا رقميًا كشركة تبيع دومين أو دورة على موقع تعليمي أو تصميم معين ، فعلى سبيل المثال قد يكون المالك هي شركة تبيع هواتف محمولة وترغب في انتشار أوسع وبالتالي قاعدة مشتريين أكبر لهواتفهم والطريق لذلك هو التسويق من خلال يوتيوبر لديه قناة تتخصص في مراجعات الهواتف .

المسوق :قد يكون مستقبلًا هو أنت ، وفي المثال السابق كان المسوق هو ذلك اليوتيوبر الذي سيسوق على قناته ، وهنا قد استخدم المحتوى كوسيلة لتحقيق مراده من الربح من خلال توجيه مشتركي القناة إلى الشراء وتشجيعهم على حب المنتج وعرضه لهم .

المشتري : هو أهم عنصر داخل عملية التسويق بالعمولة ، فهو إن اشترى فسيحقق أهداف كلًّا من صاحب المنتج والمسوق ، قد يكون قارئ مدونة أو مشترك بالقناة أو متابع على مواقع التواصل الاجتماعي وما إلى ذلك .

الشركة الوسيطة : بسبب صعوبة التواصل مع مالك كل منتجٍ على حدة فالعديد من الشركات التي هي في الأصل متاجر إلكترونية عليها ملايين المنتجات وهي تحفظ لك وقتك وتختصر عليك خطوات عديدة وتسهل عليك بعض الأمور كعمليات الدفع وتلقي الأموال وغيره ، وفي نفس الوقت تُعطيك مساحة خيارات متنوعة من المنتجات أمامك لتختار منها ما يُناسبك .

اقرأ أيضًا : كمستقل : ماذا تحتاج لكي تبدأ عملك الحر عبر الإنترنت ؟

مميزات العمل في التسويق بالعمولة

قد تتساءل الآن هل التسويق بالعمولة يستحق العمل فيه وتجربته ، فحتى نكون صريحين فأنت لا تحصل على عمولة 50% على كل بيع ، كذلك فهنالك العديد من طرق ربح المال من الإنترنت أو بمسماها الأحدث والأفضل " العمل على الإنترنت " ، باختصار فإن الإجابة هي " نعم " وذلك بناءً على مميزات عديدة سأطرحها إليك الآن .

التسويق بالعمولة مصدر دخل سلبي

الدخل السلبي أو الPassive income هي مصادر الدخل التي لا تتطلب منك العمل باستمرار حتى تحصل على ربحٍ منها ، فمثلًا التسويق بالعمولة يحتتاج منك استثمارًا مبدئيًا وبعض الجهد في التسويق وستربح باستمرار كلما يشتري شخصًا من خلالك ، أي قد يمكنك الربح أثناء ساعات نومك أو ترفيهك أو تنزهك مع الأصدقاء .

ليس هنالك شيء لتخسره

على عكس الكثير من المشاريع التي تطلب منك استثمارًا حقيقيًا من ناحية المال ، على سبيل المثال فإنشاء موقع إلكتروني يتطلب منك فكرة أساسية للموقع سيدور حولها وبعدها خطة للمحتوى مثلًا وتنفيذه وشراء الاحتياجات كالدومين والاستضافة وبرمجة الموقع ومبلغ سنوي قد تدفعه وتكاليف مختلفة ، في المقابل فإن التسويق بالعمولة قد تبدأ فيه وتحقق أرباحًا دون أن تدفع دولارًا واحدًا ، في البداية تحتاج إلى جهد ووقت في إنشاء محتوى لعرض ذلك المنتج من أجل أن تسوق الجماهير إليه ، أضف إلى ذلك فإنه يمكنك العمل في التسويق بالعمولة من أي مكان فلا تحتاج إلى أن تتواجد في ميعاد محدد داخل مكان محدد وأشياء من هذا القبيل .

التسويق بالعمولة ينمو تصاعديًا

على عكس الكثير من الوظائف التي تعطيك راتبًا مُحددًا من المال مقابل عدد ساعات عمل معينة ، فمهما أديت أداءً جيدًا ففي النهاية فإن راتبك له حدود معينة ، أما التسويق بالعمولة يعتمد بالكلية على أدائك في التسويق ، فكلما بذلت مجهودًا أعلى وعملت بذكاءٍ أكبر فستزيد نسب الشراء من خلالك ويرتفع مصدر دخلك ، وهذه الميزة ليست محصورة فقك على التسويق بالعمولة ولكنها بشكل رئيسي ترتبط بمعظم مجالات العمل الحر عبر الإنترنت .

اقرأ أيضًا : أفضل الأدوات التي تساعدك على النجاح في العمل الحر

كيف تبدأ في التسويق بالعمولة ؟

للبداية في التسويق بالعمولة ، فإنك تحتاج إلى شيئين أساسين وهما :

منصة لتسويق المحتوى

حتى تستطيع التسويق لمنتج وخدمة معينة فإنه بكل تأكيد تحتاج إلى منصة تنشر عليها المحتوى التسويقي لذلك المنتج ، هنالك طرق عديدة من ضمنها هي مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب أو حتى رسائل الواتساب لأصحابك المهتمين بطبيعة المنتجات التي ستسوق لها ، تلك الطريقة يا صديقي ليست مكلفة تمامًا في البداية ، فاليوتيوب تحتاج إلى فتح كاميرا هاتفك وربط المحتوى بالمنتج وهكذا ، طريق آخر وهو إنشاء مدونة أو موقع إلكتروني وهذا يتطلب تكلفة نوعًا ما من خلال شراء اسم النطاق ( Domain ) مثلًا لو تعمل على بلوجر وغيرها من الاستضافة والقالب لو تعمل على وورد بريس مثلًا .

اختيار المنتجات والخدمات

بعدما تختار المنصة التسويقية المناسبة ستحتاج إلى اختيار المنتجات والخدمات التي ستسوق لها ، وهنا يجب أن تُحدد مجالًا معينًا يهتم به الجمهور الذي ستستهدفه خصوصًا إن كان لديك في الأساس موقع إلكتروني أو مدونة أو صفحة ترتبط بمجال معين منذ مدة كالتكنولوجيا على سبيل المثال ، وهذه الخُطوة مهمة لأنك يجب أن تبذل مجهودًا في البحث عن المنتجات المناسبة التي ستروق للجماهير وللأشخاص الذين ستعرض عليهم ، تحتاج للتفكير هل ستستهدف منتجات بأسعار عالية أم بأسعار اقتصادية وهكذا ، وهنا لديك خيارين ، أولهم هو التعامل مباشرة مع صاحب المنتج كما ذكرنا بالأعلى أو أن تختار شركة كوسيط كما ذكرنا بالأعلى أيضًا وهنا نرشح لك بعض الشركات التي قد تبدأ معها : التسويق عبر أمازون – التسويق عبر جوميا – التسويق عبر إيباي – التسويق عبر نون – التسويق عبر نمشي .

اقرأ أيضًا : ما هو الريسكين ؟ كيف يمكن الربح منه ؟ كيف تبدأ فيه ؟

نصائح فعالة من أجل النجاح في التسويق بالعمولة

اختر مجالًا مناسبًا

البداية سهلة لكن هنالك منافسة ليست سهلة ، والتشعب وسط مجالات عديدة لن يفيدك بل سيضرك لأن جمهورك لن يعرف أي نوع محدد من المنتجات تستهدفه ، فتسويقك لمنتج متعلق بالتكنولوجيا وبعدها بالطبخ وبعدها بالسيارات لن يزيد من نسب شرائك بل بالعكس سيقل من النسبة بسبب التشتت ، وهذا على النقيض سيساعدك في تحديد جمهور محدد يعلم تمامًا ويتيقن أنك سترشده إلى المنتج الصحيح لتخصصك في ذلك ، فإذا واجهته مشكلة سيعود إليك وإذا أراد الشراء مرة أخرى فسيشتري من خلالك أيضًا .

اختر برنامج تسويق بالعمولة مميز

برامج التسويق بالعمولة مع مختلف المتاجر والشركات تختلف في نسبة العمولة وحجم المصداقية والثقة في الموقع ، فمثلًا موقع كأمازون لديه من الشهرة الواسعة والانتشار على مستوى العالم ما يجعله خيارًا مُفضلًا لدى الكثير من أجل الشراء ، عليك أن تضع هذه الأمور في الحسبان ، كذلك عليك مقارنة أسعار المنتجات على المنصات المختلفة حتى لا يمثل غلاء السعر مشكلة بالنسبة لك وقد تستخدم انخفاض السعر هذا كعاملٍ قويٍ عند التسويق ، فادرس البرامج المختلفة واختر ما يناسبك وما تعتقده مناسبًا لأن تنجح عليه .

استخدم مهاراتك التسويقية

المهارات التسويقية متعلقة بمهارة في كتابة المحتوى المميز الملائم لما تسوق عنه وألا تكون كتابتك ركيكة ومبالغ فيها ، في نفس الوقت بإمكانك الاعتماد على طرق تسويقية كأن تحصل على تقييم إيجابي من أحد الأشخاص وأن تحصل على بريدهم الإكتروني وتنشئ Email list وترسل لهم أحدث العروض والمنتجات ، ليس فقط العروض بل اكتب نصائح مثلًا أو حتى نشرة إخبارية أسبوعية وأرسل لهم .. حاول أن تبني علاقة قوية تجعلهم يثقون فيك .

قد تعتمد أيضًا إن كنت تعمل على مدونة أو موقع على السيو ( SEO ) في الحصول على عدد دائم من الزيارات لمقالتك إن وصلت مقالتك عن شيء معين إلى الصفحة الأولى ، هنا عليك تعلم بعض تقنيات السيو واستهداف كلمات مفتاحية قوية ، قد يكون شراء مساحة إعلانية داخل مقالة معينة مشهورة هو وسيلة جيدًا للتسويق أيضًا .

قد وصلت الآن إلى نهاية المقال ، يُمكنك أن تعتبر ذلك دليلًا شاملًا للبداية في مجال التسويق بالعمولة ... قد يكون أول خطواتك في المجال ، إن كان لديك أي تساؤل فلا تفوت الفرصة واطرحه في التعليقات فسأكون سعيدًا للإجابة على تساؤلاتك يا صديقي .