مِرارًا
وتكرارًا كنا نشير أن التعلم الذاتي هو مستقبل التعليم ، ولما لا فلم تعد الشهادة
بنفس القيمة والرونق التي بدت عليها طوال القرن الماضي والسنوات الأخيرة ، فعند
تصفحك لمواقع فرص العمل ستجد أن الشهادات ليست كما تظن في بعض المجالات وأن الأصل
هو امتلاكك للمهارة ، ولا نقلل هنا من الدراسة الجامعية أبدًا فهي تفتح لك فرص
قوية ، وعند الحديث عن امتلاكك للمهارة فالتعلم الذاتي عبر الإنترنت هو الخيار
الأول المناسب لك ، وعلى الرغم من المميزات التي يتيحها لك التعلم الذاتي على
الإنترنت فإنه بطبيعة الحال لا يخلوا من التحديات والصعوبات التي تعوق عن تنفيذه
أو الاستمرار والحصول على أكبر منفعةٍ منه ؛ لذا كونك راغب في تطوير مهاراتك من
خلال التعلم الذاتي عبر الإنترنت ... فمن الجميل أن أشاركك تجربتي الشخصية لأعرض
لك مجموعة من المشاكل والصعوبات التي تواجهك أثناء التعلم الذاتي ، ليس عرض الداء
فقط بل الدواء كذلك والذي يتمثل في حلول عملية ومجربة لصعوبات التعلم الذاتي .
التغلب على صعوبات التعلم الذاتي |
التشتت في التعلم
أعتبرها النقطة
الأصعب في مشوار التعلم الذاتي الذي لا يتوقف ، فعند مقارنة التعلم الذاتي بالتعلم
التقليدي كمراحل الجامعة والثانوية فسنجد الجامعات والمدارس تحدد لطلابها كم
المناهج ونوع المواد المناسبة لطلابها مع تقدير الوقت المناسب لدراسته ، والطالب
يجمل دوره صديقي في تنظيم وقته وتوفير جهوده لتحصيل ذلك المنهج ليجتاز التقديم ،
أما في التعلم الذاتي فالوضع مختلف تمامًا ... فأنت مدير نفسك ، وعليك أن تبحث عن
المسار المناسب لذلك ، فتجد نفسك مشتتًا بين المصدر ذاك والمصدر ذاك وهل أتعلم ذلك
أولًا أم هذا أولًا فيؤثر هذا على تركيزك وقد يؤدي لإحباطك وقد يمثل لك مفاجأة بأن
تجد أشياء جديدة في سوق العمل لم تتعلمها في الكورس أو الدورة .
وعلاج دات
التشتت هو التخطيط ، فوضع خطة محكمة تتضمن أهدافك من تعلم هذه المهارة ، المسار
المناسب الذي ستسير عليه ، إضافةً للمصدر الذي ستتعلم منه كذلك المدة الزمنية التي
قدرتها لتعلم تلك المهارة ، وبالتأكيد فلا يجب أن تنسَ مراجعة الخطة بصورة دورية
لتحديد الأخطاء ، ومن وجهة نظري فحاول أن تتواصل مع شخص خبير أو يتعلم نفس مجالك
لمساعدتك لتجنب التشتت .
وفرنا لك
مقالًا مسبقًا على منصتنا يتضمن كيفية وضع خطة لتعلم مهارة جديدة ذاتيًا علىالإنترنت ، ننصحك بالاطلاع عليك 😊 .
فقدان الرغبة
في حوارٍ مع صديق
يدرس في المرحلة الجامعية في مجال تعلم اللغات .... فكنا نتناقش عن التعلم الذاتي
وما الاستراتيجيات التي يتبعها في تعلم اللغات ذاتيًا على الإنترنت ، فأخبرني أن
أكبر مشكلة تواجهه هي فقدان الرغبة وانطفاء الشغف في التعلم مما يجعله في ملل
شديدٍ عند التعلم ، وحقيقةً صديقي فإن فقدان الرغبة هو أكبر تحدي بإمكانه أن يقضي
على رحلتك في التعلم الذاتي وتطوير مهاراتك ، ومن تجربتي الشخصية فإني أجد القسوة
على النفس بوضع برنامج وخطة قاسية في التعلم بحيث جعل نفسك منعزلًا عن الحياة
الاجتماعية والأصدقاء والأسرة مُلزمًا نفسك بمشاهدة 30 حلقة يوميًا من الكورس كأنك
تزوجت من حاسوبك ... ولما كل هذا ؟! ، فقليل دائم خير من كثير منقطع .
وعلاج تلك
المشكلة العويصة يتمثل في خطوات بسيطة منها أن تبحث عن صديق يشاركك رحلة التعلم
فيشجعك عند الانطفاء ويأخذ يدك عند الكسل ليعيد لك الشغف ، أضف لذلك اتباعك لبعد
الاستراتيجيات في تنظيم الوقت وزيادة الإنتاجية كاستراتيجية البومودورو التي
طرحناها في مقالات عديدة ، أيضًا تقسيم المحتوى لأجزاء صغيرة .
كالعادة وفرنا
لك مسبقًا مقال حول كيفية التخلص من الملل وفقدان الرغبة الذي يلاحقك أثناء التعلمالذاتي على الإنترنت ، ندعوك للاطلاع عليه فستجد فيه كل شيء حول ذلك الموضوع
بالتفصيل 😊 .
تنظيم الوقت
إن كنت طالبًا
أو عاملًا فإن يومك سيكون مليء بالأنشطة كمذاكرتك ودراستك وعملك ونشاطاتك المختلفة
، حتى في العطلة فلديك أنشطة بعيدة عن التعلم نهائيًا .... فتجد إجابة من يعجز عن
متابعة التعلم هي أنه لا يملك الوقت الكافي لذلك ، وهذه حقيقة ... فيومنا مليء
بالنشاطات كما ذكرت ؛ لهذا فنصيحتي لك من خلال تجربتي كطالب أدرس في مدرسة داخلية
لم أكن أملك بالكاد ساعة يومية أتفرغ فيها لنفسي من كثرة المهام المرتبطة بالدراسة
... ويوجد كذلك العديد من الكورسات والدورات التعليمية التي أرغب في متابعتها ،
سأشاركك ما فعلته بالضبط كجزء من حلٍ عمليٍ مفيد !
أول خطوة هي
تخصيص ساعة أو ساعتين أسبوعيًا إن لم يكن باستطاعتك المتابعة اليومية بحكم
انشغالاتك ، فساعة أسبوعية مخصصة لتعلم مهارةٍ ما ... ستجلب نتيجة رائعة بكل تأكيد
، فتخيل سيكون لديك 4 ساعات أسبوعية للتعلم فقط ، في ذلك الوقت لا تفعل شيئًا سوى
التعلم وابتعد عن أي نشاطات أخرى ولا تلزم نفسك بوقت طويل عن استطاعتك إذا لم تكن
قادرًا على ذلك حتى لا تمل وتترك نشاط التعلم نهائيًا ، كذلك اتبع استراتيجيات
تنظيم الوقت وحاول توفير وتفريغ وقتك للتعلم ... فأنت تستثمر في نفسك !
وفي هذا السياق : أفضل 5 تطبيقات إدارة وتنظيم الوقت لزيادة إنتاجيتك اليومية
العصا ليست لمن عصا
على الرغم مما
يمثله التعلم الذاتي من مرونة قوية وحرية في اختيارك ما تريد ، التعلم الذاتي
يعتمد في الأصل على الإرادة الداخلية للشخص حتى لو كل شيء متوفر أمامك من حاسوب
قوي وإنترنت سريع وإمكانيات فإن قوة الإرادة ووجود الدافع للتعلم هو ما سيجعلك
تكمل حتى لو لديك أقل الإمكانيات ، في التعليم التقليدي يوجد مبدأ الثواب والعقاب
... والعصا لمن عصا ، على الرغم من أننا كنا نعارض هذا المبدأ في الكثير من
الأحيان فإنه كان يجدي نفعًا مع الكثير من الطلاب الذين لا يدركوا أولوياتهم ؛
لهذا فالكثير لا يستطيع المواصلة في التعلم الذاتي كونه شيئًا غير مفروض عليه ،
كما لا ننسَ أن دور المعلم في التواصل وقياس تقدم الطلاب مهم ، فإن كنت لا تدرس في
كورس مدفوع فسيكون من الصعوبة أن تتواصل مع المحاضر للاستفسار عن مشكلةٍ معينة أو
طرح نقاش مع المعلم ... هذا قد لا يكون متوفرًا لك في بعض الحالات .
لهذا فممارستك
للتعلم في مجموعة إن استطعت فسيساعدك على المواصلة والتحفيز ، مكافأة نفسك على كل
ما تنجزه ... أي كلما أنجزت قدرًا معينًا أن تلعب لعبة تحبها كلعبة فيفا أو أكل
أكلة محببة لقلبك ، فراحة المعدة من راحة العقل 😊 ، كذلك حاول أن تتواصل مع خبراء ومعلمين في
مجالك يخبرونك هل تسير على الطريق الصحيح أم لا واطرح نقاشات على مجموعات التواصل
الاجتماعي المرتبط بمجالك أو موقع مثل حسوب ، هذا لا يقلل منك أبدًا ... ولا
يتعارض مع فكرة التعلم الذاتي ، واسأل مجربًا ولا تسأل طبيبًا !
وفي هذا السياق : اعمل بذكاء وليس بجهد : تعلم كيف تنجز مهامك بسلاسة
وصلنا إلى
نهاية المقال ... لكن هذا ليس نهاية المواضيع المرتبطة بالتعلم الذاتي ، فلدينا
الكثير من المواضيع الشيقة في المستقبل القريب ، أخبرني في التعليقات عن صعوبات
التعلم الذاتي لديك .. وهل تغلبت على هذا العائق أم لا ؟ سأكون سعيدًا بالنقاش معك
صديقي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق