كيف تتعلم أي شيء في أول عشرين ساعة ؟

أنا لا أريد أن أكون عالمًا أو أستاذًا ، كل ما أريده هو تعلم البرمجة أو السباحة أو حتى التحدث بلغة جديدة بسهولة – جوش كوفمان
في مُحاضرة من أشهر المحاضرات انتشارًا وأكثرها فائدة على Ted والتي من هي أفضل المنصات للاستماع إلى الأشخاص الملهمين والاستفادة من تجارب الأخرين الناجحة ، قام صديقنا السيد جوش كوفمان بتصحيح مفهوم من أكثر المفاهيم المغلوطة التي انتشرت في العالم حيث كانوا يقولون أنك تحتاج إلى 10 ألاف ساعة من أجل تعلم شيء جديدة ، أي أنك بحاجة إلى 4 ساعات يوميًا مما يعني 7 سنوات كاملة تفعل فيها هذا الشيء من أجل تعلمه ، يبدو هراءً .... أليس كذلك ؟!
ما رأيك لو أن أغلب الحاضرين لديهم اقتناع تام بهذه الفكرة ليأتي صديقنا بعنوان محاضرته " العشرون ساعة الأولى – كيف تتعلم أي شيء ؟  " ، في البداية قد تقتنع بأن صديقنا يتحدث عن هراء لا جدوى منه ولا فائدة ، فكما تعلمون أن الحياة مزدحمة جدًا من بين دراسة وعمل ومسؤوليات ومتاعب ... لهذا فالبقاء في المنطقة الآمنة دون تعلم أي شيء هو خيار مفضل للأغلب ؛ لذا بالنسبة لصديقنا جوش كوفمان فقد استطاع في عام واحد أن يتعلم الآتي ( البرمجة وقد وأصبح لديه شركة برمجيات ، ركوب الأمواج ، اليوجا ، تصوير وصناعة الأفلام ، لعبة Go وهي واحدة من أصعب الألعاب في العالم ، العزف على الجيتار ) .
كُل هذا دون أن يقصر في المسؤوليات التي على عاتقه ، فلديه طفلة صغيرة في عمر الثلاث أعوام يجب رعايتها ، كذلك كان منشغلًا بكتابة كتاب جديد بالإضافة إلى تقديم ثلاث دورات تدريبية ، أعلم أنك تشوقت إلى معرفة الاستراتيجيات التي اتبعها السيد جوش كوفمان ، لك هذا لكن دعني في البداية أطلعك على عدة أسباب تجعل المعظم يفشل في تعلم شيء جديد .
كيف تتعلم أي شيء في أول عشرين ساعة ؟
كيف تتعلم أي شيء في أول عشرين ساعة ؟

لماذا يفشل الناس في تعلم شيء جديد ؟

تعلم مهارة جديدة يبدو مخيفًا

الناس عادةً يكرهون أن يكونوا مبتدئين في مجال جديد به الكثير من البارعين ، فلديهم دائمًا هاجس المقارنة وكأنه بدأ في تعلم هذه المهارة من أجل التنافس مع الأخرين ، لكن الحقيقة أنك تنافس نفسك فقط وما عليك هو مقارنة تطور قدراتك مع الوقت وليس مقارنة نفسك بالأخرين فأي تطور في شخصيتك بمثابة نجاح ، فنجد الخوف من الفشل والخوف من السخرية وكلام الناس أو الخوف من العقبات والمتاعب الضخمة في استيعاب وفهم ما ستتعلمه ، الخوف كذلك من العجز فلا تعرف من أين يُمكنك البدء ، لكن ذلك الخوف يعيقك عن البداية وبالتالي ستستسلم ولن تتعلم شيء جديد .
الإحباط كذلك عائق كبير أمامك لتعلم أي شيء ، فعقولنا إذا واجهتها مشكلة أو عائق تبدأ في إقناعنا أننا في غاية الغباء ثم نبدأ في إقناع أنفسنا أنه لا أهمية لما تتعلم فستتوقف وستعود لإضاعة وقتك أمام ألعاب الفيديو أو مشاهدة سلسلة Prison Break للمرة العشرين 😊 .

لا يلتزم بتعلم شيء محدد

هل تعرف هؤلاء الناس وربما أنت منهم فهم يوهمون أنفسهم بأنه سيبدأ في التعلم عند توافر الظروف المثالية أو الذي يضع أهدافه بشكل عام دون أن يحددها أو يبدأ في خطوات فعلية من أجل تنفيذها ، فتجد صديقنا يقول " أتمنى أن أتعلم البرمجة " دون أن يحدد ماذا سيتعلم بالضبط في البرمجة أو حتى يضع خطة يسير عليها للوصول لذلك الهدف أو ينظم وقته أو يُجمع المصادر ، فهو لا يملك دافع أو حتى خطوات للبدء وبالتي ستضيع حماسته وسيظل في دائرة الوهم بأنه عندما يتفرغ سيبدأ بالفعل ، لكن الواقع المؤلم أنه لن يخرج من تلك الدائرة .
إذن هذه بعض الأسباب التي تعيق الناس عن تعلم أي شيء جديد ، حاول دائمًا أن تتجنبها ... ما رأيك الآن أن أعرض لك استراتيجية السيد جوش كوفمان ، إن كان جوابك بنعم فتابع معي !

كيف تتعلم أي شيء جديد في 20 ساعة ؟

ماذا تريد أن تتعلم ؟

قبل البدء في تعلم أي شيء جديد ، عليك معرفة ما ترغب في تعلمه بالضبط ... هل لديك الشغف لتعلم اللغة الألمانية أو تريد تعلم السباحة ، ربما تريد تعلم لغة برمجة معينة أو حتى تعلم تصميم الموشن جرافيك ، قد ترغب في تعلم ريادة الأعمال أو حتى مهارات العمل اليدوي ، أن تحدد بالضبط ما تريد تعلمه سيساعدك في أن تكون الرؤية واضحة لديك ، وضع في اعتبارك دائمًا أنك ستتمكن من تعلم أي شيء تريده .

ضع هدف محدد تريد الوصول إليه

قد يتجاهلها البعض ويظنوا أن تلك الخطوة ليست بذلك القدر من الأهمية لكن في الحقيقة لن تتعلم أي شيء دون أن تحدد المستوى الذي تريد الوصول إليه بالضبط ، فكلما فصلت الأمر كان أكثر وضوحًا وبالتالي الوصول إليه يكون أسهل .
لنفترض أنك تريد " تعلم الإنجليزية " ، اللغة الإنجليزية واسعة ماذا تريد أن تتعلم بالضبط ؛ لذا سيكون من الأفضل أن يكون هدفك " تعلم كيفية كتابة مقال 500 كلمة باللغة الإنجليزية " أو " القدرة على بناء محادثة مع صديق باللغة الإنجليزية " أرأيت كيف سيبدوا الأمر أسهل وأفضل بالنسبة لك ؟!
احرص ألا تقارن نفسك وأهدافك بشخص خبير في المجال ، وأقصد بذلك لو كنت مبتدئًا في تعلم الإنجليزية ، فلا تقارن نفسك بشخص وُلد في الولايات المتحدة ويتحدث بها منذ الصغر ... فلن تصل لذلك المستوى بين ليلةٍ وضحاها ، بل سيستغرق ذلك تخطي الكثير من المتاعب والكثير من التدريب من أجل الوصول إلى ذلك المستوى .
كذلك المهارات والمستويات التي تود الوصول إليها في كل مهارة يتم تحديدها من خلال الأولويات ، فلو تريد تنمية مهاراتك في ( الطبخ – البرمجة – تعلم الإنجليزية – العمل الحر ) ، حدد المهارات من ناحية الأولويات فمثلًا الإنجليزية تملك الأولوية إذن عليك منحة مدة أطول من وقتك وهكذا .

فكك المهارات أكثر فأكثر

من أهم الاستراتيجيات التي يُمكنك اتباعها عند تعلم مهارة تعتمد على مسار طويل ، فتفكيكها هو أفضل حل خصوصًا عند تعلم اللغات أو البرمجة وغيرهم ، فإذا كنت تريد تعلم الإنجليزية على سبيل المثال فهذا يعني أنك بحاجة إلى اتقان النطق الصحيح ومعرفة جيدة بالقواعد ومهارة جيدة في الاستماع والقدرة على التعبير والكتابة الصحيحة بالإضافة إلى اكتساب لغويات ومفردات جديدة وغيرها من المهارات المتعلقة باللغات ، ما يقع على عاتقك هو تفكيك كل مهارة والعمل عليها ثم ربطهم ببعضهم ، فمثلًا صديقي عليك العمل على تطوير الاستماع كذلك التحدث بطلاقة والكتابة والقراءة وهكذا حتى تتمكن من الوصول إلى الهدف الكبير وهو احتراف واتقان اللغة الإنجليزية .
مُعظم المهارات تتبع أسلوب التفكيك ، خصوصًا لو كانت تتفرع منها مهارات عديدة وكلهم يكملون بعضهم لذا كلما تفكك المهارات كلما ستتعلم بطريقة أفضل .

بعض استراتيجيات التعلم ستفيدك

أثناء عملية التعلم يُوجد بعض الاستراتيجيات التي تسهل علينا تنظيم الوقت والتعلم بفاعلية وذكاء أكبر ، تقنية البومودورو هي واحدة من أشهر تلك الاستراتيجيات ، وإذا كنت لا تعرف ما هي تقنية البومودورو فهي عبارة عن تقسيم العمل إلى فترات زمنية كل فترة حوالي 25 دقيقة ثم تأخذ راحة لمدة 5 دقائق تخرج فيها عن ضغط العمل بفعل نشاط أخر كتناول ثمرة فاكهة أو المشي في أرجاء المنزل ثم تعود لمدة 25 دقيقة أخرى وهكذا حتى تنهي 4 فترات لتأخذ راحة أكبر من 10 إلى 25 دقيقة ، هذه الاستراتيجية ستفيدك كثيرًا في زيادة إنتاجيتك .
مبدأ باريتو 20/80 وهو مبدأ يعتمده الكثير في تحديد الأولويات ، لكن استخدمه السيد جوش كوفمان من أجل تحديد المهارات الفرعية التي يجب أن يتعلمها من أجل اتقان المهارة التي يريدها فيعمل على جلب المصادر التي سيتعلمها فلا يعمل على إنهائها كلها مرة واحدة بل يحددها من ناحية الأولوية ؛ لذا حتى تتمكن من هذا عليك البحث جيدًا في المهارة التي ستتعلمها حتى تستطيع ترتيب الأولويات .

تخلص من كل ما يشتتك

اجعل البيئة التي تُحيطك مهيئة لنجاحك ، كُل شيء يقف في طريقك ... تخلص منه ، هل هاتفك يعيقك عن البدء في التعلم ، حسنًا لا تدعه بجانبك ، هل التلفاز يعيقك ... قم بإغلاقه نهائيًا ، إن اضطر الأمر لعدم الجلوس في المنزل فافعل ذلك ، من الأفضل أن تخصص مكان للتعلم بعيد عن مكان الاستمتاع والتلذذ سواءً بمشاهدة الأفلام أو ألعاب الفيديو ، لو كنت لا تملك الإمكانية لفعل ذلك فحاول أن تجعل مكتبك بتهيئة معينة من أجل التعلم غير تهيئته العادية ، وتذكر دائمًا أن كل شيء يقف في طريقك ... تخلص منه .
في الأخير أدعوك لمشاهدة المحاضرة الكاملة من هنا :
وصلنا إلى نهاية المقال لكن هذه ليست نهاية المواضيع القيمة في تطوير الذات ؛ لهذا أدعوك لحفظ موقعنا ضمن مواقعك المفضلة للتوصل بكل جديد كذلك مشاركة المقال مع أصدقائك المهتمين بمثل هذه المواضيع .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق